. . * 1- أتأمل بعامل البلدية وهو يسير في الشوارع و الأزقة يلتقط القاذورات ويحمل النفايات ، ويحتمل حرارة الشمس في عزِّ الظهيرة كلَّ يوم ! * ثم أنظر أمامي في مقعد السيارة فإذا بالسائق قد ترك أهله ووطنه ، وفارق أحبابه ليوصلني إلى ما أريد وقت ما أريد ! التفت بعدها فإذا امرأة تقطع الشوارع وتسير بين السيارات تطرق النوافذ وتستجدي الرُّكاب ! · لم نذق طعم الفقر ومرّ البلاء لنجرب ما جرب أولئك ..! وأيُّ شكرٍ يليق بالغنيّ الذي أغنانا بمنّه وكرمه ! * 2- أدخل المستشفى وأنظر في حال أولئك الذين يعيشون في أكنافها ، مابين مريض بالكلى يغسلّها عدّة مرات ، وبين من رافق السرير لسنوات ، ومن امتلأ جسده بالأمراض والعاهات ، ومنهم من أصابه الشلل وصار رفيق الكرسيّ والعربات …! لم نذق طعم المرض ومرّ البلاء لنجرب ما جرب أولئك ..! وأيُّ شكرٍ يليق بالرزاق الذي رزقنا العافيه بفضله ! * 3- أُشاهد التلفاز وأُقلب القنوات ، قصف ودمار ، حياة لا يَقِرُّ لها قرار ! خوفٌ وترقب ، فهم ينامون على أصوات الطائرات ويستيقطون على هدمٍ وأشلاءٍ وأموات …! · لم نذق طعم الخوف ومرّ الفقد والحرمان لنجرب ما جرب أولئك ..! وأيُّ شكرٍ يليق بالرحمن على نعمة الأمان ! * فضل الرب واسع والنعم تترى وجمّة ، نعجر عن ذكرها وعدّها ، فأيُّ النعم نشكر للرب الرحمن ذو الفضل الواسع والمغفرة والإحسان ..! وربي إنّ نعمة واحدة مما ذكرت لو قمنا بشكرها ليل نهار لمّا وفينا ربنا قدرها ، فما بالنا بعظيم النعم ! والشكر عبادة ، فما حالنا مع الشكور ؟! ربّــاه أعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .. . .