عرض مشاركة واحدة
قديم 10-10-08, 04:04 pm   رقم المشاركة : 337
طهر السماء
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية طهر السماء






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : طهر السماء غير متواجد حالياً
Lightbulb


[align=center]

أيدٍ بـ رائحة الخبز !







( هناك أشياء لا تزول )

- اعرف الناس من أكلهم للخبز .. الفقير تصل أسنانه لمنتصف الرغيف قبل أن يتذوق أطرافه ,

و الغني يقطعه أرباعا بحد سكين ثم يأكله ,

أما الذي يقطع أطراف الرغيف بيديه فاعلم انه عفيف يتصنع الشبع !!

صباحا كان يدعوني لداخل مخبزه الصغير بحارة النوم ليقدم لي كعكاً و فنجان قهوة

يواصل أثناءها غناءه مع فيروز بطلاقة وانسجام تاركاً ليديه مداعبة كيس طحين يرشه بالماء من حين لآخر وهو يؤدي تمرينات العجن باعتياد .

- لو أن سميراً هنا لأصبحتما صديقين بالتأكيد ... هو الآن بعمرك !

و يعاود الغناء و هو يفرك الطحين بدلال ثم يقطعها أجزاء متساوية يرميها في فرنه فـ تثور خجلا فتنتفخ بحرارة الفرن ليلتقفها مشتاقا .





كان بحاجة أن يتحدث عن هذا الـ سمير , الذي تركه صبيا ليهاجر مع عمته إلى لندن

و يصبح فيما بعد ..،

طبيبا يغدق عليه شهريا ما يفيض عن حاجته فيدخره لحين عودته , ولم أكن اسأله عن سمير أبدا ...


- العالم كله يتحرك احتراماً للرغيف .. الحروب تقوم وتقعد وفي كواليسها رغيف !!في حزن يوم ما لم يدوي به صوت فيروز في المخبز ؛

أخبرني أن رسالة سمير الأخيرة تطالبه ببيع المخبز وشراء بيت أنيق في حارة نظيفة .

كانت المرة الأولى التي أرى بها ملامح الزمن على وجهه كـ رغيف لم يخبز جيداً !!

أصبح يجلس أمام فرن الشقة الأنيقة , وقد عاد سمير وزوجته ليعيشا فيها .

يشعل الفرن ويراقب اللهب الأزرق يرغب في قطع أجزاء عجين لا يجدها حوله .

::

تذكرت هذا فقط حين أخبرني المغسل أنه ضاعف كمية المسك وهو يغسله

ولم تذهب رائحة الخبز المشعة من يديه ..


....

........[/align]





[align=left]عميق الإعــ ج ـــاب لــ صاحبة القصة
[/align]







رد مع اقتباس