عرض مشاركة واحدة
قديم 10-12-01, 11:31 pm   رقم المشاركة : 3
الطيف
مراقب سابق
 
الصورة الرمزية الطيف






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الطيف غير متواجد حالياً
تابع قصة امل المعاقة ( قصة حقيقية )


ويقتنع أخيرا مطلق ( زوج أمل ) بكلامها الحنون ، ويقرر الذهاب لمستشفى الأمل ، وبيده زوجته أمل ، تشجعه ، وتدعو له في صلاتها ، ورويدا رويدا ، وحالة مطلق تتحسن ، فتقوم الزوجة ( أمل ) بشراء سيارة لزوجها ، كي يستقل عن رفاق السوء .

وتتابع بنفسها علاجه ، وتسهر على راحته ، ولم تبخل يوما من الأيام عليه بشيء ، حتى لو باعت شيئا من ذهبها له ، وتمر الأيام والليالي ، وأمل الزوجة أمل يتسع ويكاد يشرق ، زوجها يستعيد عافيته ، وجه الأسود الكالح ، بدأ يشرق وتعلوه النضارة ، نشاطه ، نفسيته بدأت تتحسن .

وفي ذلك اليوم الباسم يقررالطيب أن مطلق شوفي بشكل كامل ، وأن جسده تخلص بنسبة 100% من السموم التي خلفتها المخدرات ، وأنه يستطيع الآن أن يبدأ طريقه من جديد ، فهو في هذه اللحظة مولود جديد ، شاب آخر مختلف عن ذلك الشاب المدمن .

والزوجة المخلصة على كرسيها ، تنظر زوجها ، ليبشرها بذلك الخبر ، الذي هو أسعد خبر سمعته في حياتها . أمل تتأمل في وجه زوجها بكل حب وثقة وافتخار ، وتنظر له ، وهي تنتظر أن يكون أبا لأطفالها في المستقل ، ترعاهم هي تحت ظل جناحه وعطف .


* * *

أمل تتصل على والدها كي يتوسط لزوجها في وظيفة في العمل الذي يديره ، كي يعتمد زوجها على نفسه ، ثم لم يبق مع أمل مما ادخرته شيئا ، ولا بد أن يفكرا جديا بتوفير وسائل العيش الشريف لأطفال المستقبل .

مطلق ( زوجها ) يدخل البيت وهو مهموم يفكر في أمر ما !!

أمل : ما بك يا عمري ، لقد ذهب الكثير ولم يبق إلا القليل .

مطلق ( صامت ) !

أمل : أبشرك كلمت والدي يدبر لك وظيفة ، والله تستاهل يا حياتي .

مطلق ( شارد الذهن ) !

أمل : إيش فيك يا عمري سارح وما ترد عليّ !؟

مطلق : والله فيه أمر مهم متردد أقوله لك !!!

أمل ( وسط خوف عارم ) : لالا ... لا تقول إنك رجعت للمخدارت !!؟

مطلق ( يبتسم ابتسامة صفراء ) : لالا .... أعوذ بالله .

أمل : طيب إيش فيك يا عمري ... خوفتني !

مطلق ( يتصبب عرقا ) : والله يا أمل أخاف أجرحك شويّ !

أمل ( الخوف يتملكها ) : تكلم ارجووووك يا مطلق .

مطلق ( يصمم على الكلام ) : والله يا أمل ، أنت عارفة أنت فتاة طيبة ، ولكنك معاقة ، وتعرفين إنك الآن لست بطموح شاب مثلي المستقبل ينتظره ، صحيح تزوجتك لما كنت مدمن ، وأهلي زوجوني يريدون أن أعقل ، وما لقيت من تقبلني لأني كنت داشر وصايع ، ولكني الأن كل البنات يتمونوني ، ويا أمل مال الواحد إلا بنت عمه ، وأنا بصراحة ما عاد أفكر أنك طموحي أو الطموح

أن تكوني زوجة المستقبل ، وأنت ما قصرتي صحيح الاعتراف بالحق واجب ، أنت ما قصرتي معاي ، وصدقيني الله راح يرزقك بواحد أحسن مني ، وبالنسبة للفلوس الي دفعتيها عليّ راح ارجعها لك بالتقسيط متى ما توفرت فرصة ، أنا أعرف أن كلامي راح يزعلك شويّ ، لكن زي ما أنت عارفة أنت معاقة وما ترضين شاب مثلي يبقى مع معاقة .


....

....

...

...

...

...

..

* * *

إلى هنا ما أعرفه شخصيا عن ما حصل للأخت أمل ، طبعا أصيبت بصدمة نفسية عنيفة ، كادت أن تزهق فيها نفسها ، ولم تتصور أن في الدنيا من أولها لأخرها شخص قبيح وحقير ونذل مثل هذا الشاب الساقط عديم الرحمة والإنسانية .

طبعا رجعت لبيتها عند والديها ، وهي كلها يأس ونفسيتها محطمة بشكل كامل ، ولا أعرف بالتحديد ماذا حصل لها هذه السنة ، هل هي حية أم ميتة ، هل .... هل .... !

ولكني أريد منها أن تقرأ مني هذه الكلمات إن وصلتها قصتي هذه أو كلماتي هذه :


كاتب القصه ) يقول صخرة الخلاص )

أختي الغالية الإنسانة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ...

أعلم أني مهما أوتيت من قوة بيان ، أو عاطفة ، فلن أجسد قصة حرمانك كما هي ، ومهما برعت في الكتابة فلن أصور مأساة دموعك في كلمات ...

إني أيتها الإنسانة ... أحاول أن أحس ببعض ما تحسين به ، أحاول أن تجاري دموعي دموعك ، فمنذ اليوم الأول لسماعي حكايتك ، وأنا أعيشها ، كلما خلوت بنفسي ، لأراك في كل مرآة ، في كل زاوية ، أراك وأنت تجلسين على عرش الوقار كرسيك المتحرك .

يالك من عظيمة !

يا لك من رائعة !

مه .. من يطق ما تطيقين يا امرأة ؟!

أيتها السيدة ، أيتها الإنسانة ، جرحك عظيم ، ودموعك لن أجففها بحفنة كلمات ، ولكني أهدي إليك هذا الحديث الشريف ، لعله يضمد جراحك ، أو لعله يوقف نزف كبرايائك ، أو لعله يكفكف دموعك أيتها البقايا من الأمل ... يا أمل .

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال : قلت يا رسول الله

( أي الناس أشد بلاءً؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : الأنبياء ، ثم الصالحون ، ثم الأمثل فالأمثل من الناس ، يبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلابة ، زيد في بلاءه ، وإن كان في دينه رقة ، خفف عنه ، وما يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على ظهر الأرض ، ليس عليه خطيئة ) رواه الإمام أحمد







التوقيع