^
^
ذهبنا إلى مطعم غير عادي و لكنه جميل و هادئ
تمسكت امي بذراعي ..،
و بعد ان جلسنا بدأت أقرأ قائمة الطعام حيث أنها لا تستطيع قراءة أي شيء مكتوب بحروف صغيرة ..
و بينما كنت أقرأ كانت تنظر إلي بابتسامة عريضة : ) على شفتيها ..
و قاطعتني قائلة : كنت انا من اقرأ لك و أنت صغير ..،
أجبتها : حان الان موعد تسديد جزء بسيط من الدين ارتاحي انتِ يا أماه ..،
تحدثنا كثيرا أثناء العشاء
لم يكن هناك اي شيء غير عادي
مجرد قصص قديمة و اخرى جديدة ..،
لدرجة أننا نسينا الوقت حتى أدركنا منتصف الليل
و عندما رجعنا و وصلنا إلى باب بيتها ..،
قالت أمي : [ اوافق ان نخرج سويا مرة أخرى و لكن على حسابي ]
فقبلت يدها و ودعتها
بعد ايام قليلة توفيت أمي بـ نوبة قلبية
حدث ذلك فجأة و بسرعة لم تمهلني لأعمل أي شيء اتجاهها.،،
و بعد عدة أيام ..،
وصلني عبر البريد ورقة من المطعم الذي تعشينا فيه انا و هي
مع ملاحظة مكتوبة بخطها
{ دفعت الفاتورة مقدما كنت أحس أنني لن أكون موجودة
المهم دفعت العشاء لشخصين لك و لزوجتك
فعلت ذلك لأنك لا تعرف ما معنى تلك الليلة بالنسبة لي ..،
أحبك يا ولدي }
في هذه اللحظة فهمت و قدرت معنى كلمة ( حب ) و أحبك
و ما معنى أن نجعل الطرف الآخر يشعر بحبنا و محبتنا ..،
هذه
وصيتي باختصار ..،
لا شيء أهم من الوالدين و خاصة الأم

امنحهم الوقت الذي يستحقونه ..،
فهو حق الله و حقهم
و من الخطأ ان نلجأ إلى تأجيل هذه الامور أيا تكن مشاغلنا ..،
تمت