صاحوا بنا ..!!
طوفانُ نوح
طوفانُ نوح
قد جاء
طوفانُ نوح
ستغرق المدينة
فالماءُ يعلو فوق كُلِ شيئ
سينهارُ الاقتصاد
وتغرقُ البلاد
ويُعلنُ الحداد
ستغرقُ البُنوكُ
والمُستشفيات
والمدارسُ .. والجوازت
والفنادقُ الفارهة .. وقصورُ الأمراء
ومراكزُ الشُرطة .. وأكواخُ الفُقراء
والفتاةُ تلوح
من فوق السطوح
جاءنا طوفانُ نوح
فروا إلى الشعب
أو اصعدوا السفينة
والكُلُ يهرُب
الأُمناءُ والقُضاة
والأمراءُ والجُباة
وعاشقُ الأميرة .. وكانسُ الحظيرة
والغنيُ والفقير
والصغيرُ والكبير
وصاحبُ الفران .. وبائعُ الدُكان
الكُلُ يهرُب ولا يلوي على شيئ
والموتُ يلوح
من فوقِ السفوح
والكُلُ ينوح
جاءنا طوفانُ نوح
والشبابُ انتفضوا كالأُسُود
وبنو الحواجز والسدود
ونقلوا الأحجار
وبنو درعا في وجه التيار
لعلهم يلجمون هديرهُ المجنون
صاح بي رُبانُ السفينة
يا بُني اركب معنا
وانجُ من بلدٍ لم تعُد فيهِ روح
قلتُ الكُلُ قد بخل بالنفس الشحوح
ويُريدُ أن ينجو من الموتِ الصبوح
ونسوا وطنا أطعمهم في زمن الشقاء السحيق
والآن أداروا لهُ ظُهورهم وتركوه في الحريق
لا للفرار
لا لنزوح
لا للغدرِ
لا للجنوح
إن كان اليومُ علينا
فغداً تندملُ الجروح
علقتُ قلبي فوق أسوار المدينة
مُدافعاً عنها وإن أنهكتهُ الشُروح
وبرُغمِ الطوفانِ قلبي قد قطن
فالموتُ خيرٌ من أن أعيش
بلا وطن ...
ودمتم