[c]السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سلام عذب .. رقيقٌ لطيف .. مضمخٌ بالياسمين .. و بالأجواء الرمضانية
--------
ابعث لقرطبة السلام فإنها 000 طلعت على الدنيا فلم تتلثم
واسكب على (جيّان) الف قصيدةٍ 000 وامزج اذا ما شئت دمعك بالدم
اتراك تُعذر ان (طليطلة) اشتكت 000 ظلم النصارى أو قعود المسلم
أرأيت (أشبيلية) انتحبت على 000 أبطالها إذ كبلوا بالأدهم
وجزوا عن النبل الذي عرفوا به 000 قتلاً وفتكاً فوق كل توهم
--------
( نخش في الموضوع )
أما القصور يا أخي و الدور و العمران ...
فهي قوام كل دولة .. و شيء ليس لنا أن نلغيه .. و جميل أن يُترك لنا ما نتذكر به تلك الأيام و الحضارة ( الصارخة ) علّنا نفيق من السكرة .. و نرمي الكؤوس و نهجر عهد الثمالة !!!
(( حقيقة لقد
أفزعني قولك التطور الشعري !
والله ما في الأندلس
تطورا للشـّعـْر 00 ))
( لا لا لا يا متنبي دا مابيصحش
)
أخي ..
لمست من كتاباتك أنك تميل إلى الشعر الجاهلي و ما يتبعه من شعر إلى العهد العباسي .. و أظنك قد نفضت يديك من غيره !!!!
لا بأس .. لا ننكر جمال ذلك الشعر و روعته .. لكن ..
كما قلت لك .. في عهد الأندلس كان التفوق في الشعر الوجداني .. و وصف الطبيعة و كذلك السلاسة و الرقة في الشعر ..
فهم لم يتفوقوا في المديح أو الفخر .. أو الهجاء و النقائض كجرير و الفرزدق
و لا أظنك ستنكر ذلك في شعر ابن زيدون و ابن هانيء و غيرهم من الشعراء الأندلسيين .. " و دعنا من شذوذ ابن زيدون مؤقتاً "
و لو ترجع للنصوص السابقة مثل قصيدة لسان الدين و نونية ابن زيدون أظنك ستجد ما يؤكد بعض حديثي ..
(غريبٌ بأقصى الشرق يشكر للصبا : ,, تحملها منه السلام إلى الغربِ
و ماضرّ أنفاس الصبا في احتمالها ,, سلام هوىً ، يُهديه جسم إلى قلبِ ؟!)
أما بالنسبة لقدحك في خلق ابن زيدون .. و غيره من شعراء الأندلس ..
فأقول لك مستعيناً بالله ..
دعنا نتصارح .. و نفرش البساط أحمدياً ( كما يُقال ) ..
الغالب في شعراء أي عصر بصفة عامة .. رقة الدين .. سواء العصر الحديث أو القديم ..
فمن الشعراء من كُفِّر بسبب بعض نصوصه و منهم من اتهم بالفسوق و الزندقة .. و منهم من انتقص من نخوته و هكذا ..
و لو كنا سننظر للشعراء بنفس المنظار الذي نظرت به لابن زيدون .. لما بقي في الدنيا شاعر ؟!!
قد يبقى النُّظام .. نعم .. لكن الشعر ؟؟ لا أظن ذلك ..
و سأسرد لك بعض أسماء الشعراء الذين اتهموا بالزندقة و فساد المنهج و غير ذلك من عصور مختلفة ..
ابو الطيب المتنبي <<< نُقل عن معاصريه تركه للصلاة ، إلى جانب تشبيهه لنفسه ببعض الأنبياء ، بالإضافة إلى نرجسيته الطاغية
أبو العلاء المعري <<< استهزاؤه ببعض أمور الدين .. مثل قطع يد السارق و غيرها
الشريف الرضي <<< فساد منهجه و غلوه في آل البيت ..
على الرغم من قصيدته الرائعة - و التي تعتبر من عيون الشعر العربي -
يا ظبية البان ترعى في خمائله ,, ليهنك اليوم أن القلب مرعاك
ايليا أبو ماضي <<< فساد المعتقد كذلك .. و يظهر هذا في قوله :
غَلِطَ القائلُ إنا خالدون ..
كلنا بعد الردى هيُّ بنُ بيّ !!
لو عرفنا ما الذي قبل الوجود ** لعـرفـنـا ما الذي بعد الفناءْ
نـحـن لـو كـنـا كـما قـالوا نعود ** لم تخفْ أنفسنا ريبَ القضاءْ
إنـمـا الـقـول بــأنــا للــخــلــود ** فــكــرةٌ أوجــدهـا حبُّ البقاءْ
نعشقُ البُقْيا لأنا زائلون ..
و الأماني حيةٌ في كل حيّ ...
نزار قباني <<< أما هذا .. فغني عن التعريف .. و لا ننكر شاعريته رغم فساده العظيم .. و بغضنا لوصفه الشنيع .. لكن نأخذ ما نستسيغ و نترك ما فسد .. ( فلا إفراط و لا تفريط ) و له شعر جميل منه ..
يا من يُعاتب مذبوحاً على دمه ,, و نزف شريانه ما أسهل العتبا
محمود درويش <<< إنحيازه لمذاهب فاسده
عبد الله البردوني <<< غلوه الذي يظهر في قصيدته التي يمتدح فيها الرسول عليه السلام .. و غير ذلك
هؤلاء يا أخي قليل من كثير .. و تُلاحظ أنه ما من شاعر ( و أقول شاعر لا ناظم ) إلا و ستجد فيه ما يُعاب .. في الغالب
إذن لم لا نعترف بشاعرية ابن زيدون ؟؟؟
دعنا من فساده و تبذله .. فنحن في الشعر نأخذ منه ما يُوافق منهجنا فقط ..
لهذا فشاعريته تبقى و لا تُسلب
و إلا لو كنا نسلب الشعر لفساد المنهج .. لما بقي شعر !! كما أسلفت ..
( قولك هذا 00 لا شكا إنه قولا حكيما
قولا أديبا 00
فلا بد لي أن أضع ( يدي ) بيدك 00
وأقول لك
لا فض الله فاك 00 )
أطربني الإطراء
و هذا يدل على صفاء النفس .. و قوة رابطة الرحم ( الأدبية ) حتى مع الإختلاف في الرأي
الشكر موصول لكم ..
و لعلي طرحت ما يؤيد أقوالي السابقة ..
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الشجيّ
[/c]