[أعرابي]

[align=center]
,

,

الورقة السابعة . .



صباح الخيرات . . انقطعت عن الإخوة سببه تعطل جهازي . وقلبي معهم . .

لأني بدأت . . فلا بد أن أنتهي


وأمر آخر ..

كنت قد أزمعت . . أن أجعل مشاهداتي ينقلها قلبي فقط . .

لكن . . بعض الإخوة . . والأخوات .. أراهم مصرين أن يشركوا عدستي . . مع القلم . .


مشاهدات قلمي . . أعلم أني لم آتي ببدعا من الرحلات . . ولم يكن قلمي سحريا . . او حتى فصيحاً

رغم . . تشجيع الإخوة . . وإثرائهم بالمتابعة . . إلا أني أعرف ماهو قلمي . .


كذلك بالنسبة .. لعدستي . . فالحامل واحد . . هي . . يدي ..


سأتنازل عن رأيي نزولا عند رغبة الإخوة . . والأخوات . .

- وإذا لا قاك واحد لاقه . . وإذا لقاك اثنين فعض ثوبك واطلق سيقانك -

’’’’’’’’’’’




من كوماراكوم إلى آلبي .. الطريق كله ريفي يمر من بين مزارع الأرز وقد إحتضنته أشجار
الموز .. وجوز الهند وبينها شجر المانجو واللوز..

في الأرياف وسيلة التنقل الأقدام .. إلا ماندر على دراجات نارية ذات الإطارين . .

لذا ترا الأقدام على حافة الطريق وقد شقة لها طريقا . . والناس تمشي واحداً خلف الثاني كل ذاهب
إلى عملة . .

منظر باعة الفواكة .. أمام كل مزرعة . . كل يعرض منتجاته من الفواكه ..

يعطيك إنطباعاً صحياً.. أن كل شئ مأخوذ لتوه من أمه. .

عادة الفلاحين هم من يتولى قطف ثمارهم . . ومن ثم وضع مباسط أمام باب المزرعه ..
ويتولى الرجل وزوجته البيع . .

الأطفال عادة في النهار في المدارس التي التي تفتح أبوابها عند العاشرة صباحاً . . وفي المساء داخل
أكواخهم . .

الهنود.. لايحبون كثرة الأولاد .. وخاصة الكيرلاوين الذين يهتمون بتربيتهم كثيراً . . وتعليمهم حتى مراحل متفوقه . .

فأهل كيرلا أكثر ثقافة وتعليماً . .

قال لي السواق بابو:
أنهم لايحبون كثرة الأولاد . . وأن واحداً أو إثنين كفاية وبّرر ذلك . .

أنه أفضل لتعليمهم.. وتربيتهم .. حيث أن تكاليف التدريس باهضة في المدارس الخاصة . . ولا يدرسونهم في المدارس الحكومية . . لأنها برأيهم أقلّ إهتماماً

يقول : إنهم يلجئون إلى قطع أرحام نسائهم بعد إنجاب طفلين حتى لايحملن . .

طول إقامتي لم أتمتع برؤية أطفال الهند .. ولم أسعد برؤيتهم وهم يلعبون .. فالشوارع .. والحارات خالية من الأطفال . . إلا ما ندر

لاأعلم .. هل هم داخل البيوت أو هم بالفعل قلة. .

توقفنا .. عند باعة الأناناس .. فإذا طاولة من خشب صنع فلاحي .. وحولها أكوام الأناناس . .

مفروزة صنفين .. وعلى الطاولة ميزان أبو كفتين .. لأن البيع يتم وزناً. .

إن لم أهم .. أو أنسى . . فإننا إشترينا الحبة بخمسة وعشرين روبيه .. مايعادل الريالين سعودي . .

أثناء تقشير السيدة للأناناس . . وهي تتفنن في أن تجعله شرائح مشرشرة .. إستوقفت صاحب دراجة
نارية واستأذنته بالإرداف خلفه ..

هز رأسه .. مستجيباً ..

أصحابي يعرفون أنني أحب التغيير . . أما بابو فإنه حاول منعي .. تركته وهو ينادي .. ..

صاحب الدراجه ظن أنني أريد منه توصيلي مكان قدام .. وبدأ يتحدث معي .. بلغة هندية .. واسترسل بالحديث.. وأنا صامت أستمع .. لأعرف النهاية ..

هكذا هم الهنود ..فيهم غفلة .. وإلا فسنحتي عربية قحة تميل إلى السنحة اليمنيه الفاتحة . .

أشرت إليه أنني لاأفقه حديثك . . لكنه لم يصمت. . يبدو أنه يسألني إلى أين ستذهب . .

تركته وأنا أتمتع بالطبيعة .. مر بهدوء بين المزارع .. والسحب متراكمة في السماء . . تمطر . .
وتصحو على شمس باردة . .

سرت معه قليلاً . . ثم ضربت كتفه أن إرجع من حيث أتيت .. لم يفهم .. أو لم يصدق . . بالإشارة فهم ..
ولما
وصلت أصحابي .. نزلت .. وهو يضحك مستغرباً .. ومددت يدي أعطيه بعض النقود . .

فأبى .. حاولت .. وهو يرفض بشده . .

ولم يقبلها .. حتى كلمته السيدة صاحبة الأناناس . .

فأخذها على استحياء .. وهو يبتسم . .ويشكر - وله الفضل - ..

عندهم عزة النفس .. ومن العيب الشنيع التسول ..

سألت بابو : ماذا قالت له حتى إقتنع ؟

قال : ذكرت أنكم عرب .. ومقتدرين فخذها كهدية ..

إنطلقنا .. حتى وصلنا آلبي .. ومررنا بسوقها .. سوق شعبي .. تسوقنا قليلاً ..

.. ثم عرض علينا بابو ونحن نمر بنهر ووين بينارد الركوب على قارب .. فوافقنا ..

وكم تمنينا .. أننا جعلنا ضمن البرنامج السياحي الركوب يوم وليلة على الهاوس بوت ..




,,,,,,,,,,,,,



حتى ألقاكم في الورقة الثامنة . . أستودعكم ربي . .



مع السلامة ..



,[/align]