[c]بوح آخر[/c]
[c]رائعة من روائع الشاعر [/c]
[c]هلال المطيري[/c]
[c]قصيدة بعنوان : [/c]
[c]يا بارد القلب[/c]
[poet font="MS Sans Serif,3,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="solid,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
الكحل الأسود .. زمن ما هو على رفه = فوق الهدب والمحاجر دمعها حامي
ما شال جفنه هدب عينه .. على خفه = ليت النواعس تنام وتسهر أقلامي
هو يقطف الورد .. وإلا ينبت بكفه = لأيامها الورد .. وإلا الورد لأيامي
قصّر ظلاله عليه .. وقال لي : وفّه = ومديت ظلي تحت شمسه وأنا الظامي
يا بارد القلب .. قلبك بالغلا دفّه = يمكن يذوب الجليد ويدفي عظامي
يمكن خذلني زمانٍ كنت في صفّه = يمكن خذلت الزمن والقوس والرامي
عامٍ من العشق راح ولا بلغ شفّه = وأنا على عشق قلبي مات قدامي
عامٍ من النور لو ما قال لي طفّه = ما شفت درب الظلام وديرة أحلامي
عامٍ من العشق الأسود طاح به رفّه = فوق الهدب والعتب والمحجر الدامي
هــلال المـطـيري
[/poet]
[c]الاعتياد على رؤية الكحل يذكي بالنفس إحساساً بالتفاعل ، وفي حالة فقدانه يتعثر الرائي بالسواد . وينتابه شعور بحرارة الدموع التي فقدت جزءً من مسلّيها ألا وهو الكحل .[/c]
[c]جفن العين قادر على حمل أهداب صاحبته ، وعندما يعجز عن ذلك يكون للسهر مجال أكثر من مجال سهر الأقلام التي تنشد وصال ورؤية أعين الحبيبة .[/c]
[c]يتساوى الورد في حين وقت قطافه أو نباته وترعرعه ، فهو الجمال سواءً كان لأيام السعادة أم كان للسعادة مع الأيام .[/c]
[c]الظمأ في ساعة احتياج الحبيبة يجعل من شمس البعاد تحدياً صعباً للوصول والنيل ، وهذا ما يجعل الحبيب مكابداً إلى أن يمد ظلال حبه لهجير الابتعاد .[/c]
[c]في الغلا مكمن وسر برودة القلب الذي يصل إلى درجة التجمّد في أثناء الغياب المفاجئ أو المستمر على أمل تحقيق الوعد .[/c]
[c]يشعر العاشق بالخذلان حينما يرى في الصف المقابل شعوراً كسواد الكحل الذي طالما تعطّش لرؤيته ، وهذا الشعور يجعله ما بين قبول الزمن بقسوته أو التمرد وهو يعلم باحتياجه إلى قوس كي يكون رامياً ليصطاد زمنه .[/c]
[c]التصاق الموت بالقلب يبني حاجزاً منيعاً يصعّب من عملية اقتحام المشاعر المتطايرة مع شذرات الأيام . وبمجرد قبول ذلك الموت المتنامي داخل القلب يكره القلب نبضاته وأركانه .[/c]
[c]ليس الظلام وحده يعني نهاية المطاف فقد يكون النور هو البداية الحقيقية لاختفاء آثار العشق والقضاء على أجمل الأحلام بمدينة لا يسكنها غير العشاق .[/c]
[c]باستطاعة عام واحد أن يقضي على آمال عشرات السنين من العشق الدامي ، وعندما يسقط رفّه لن يجد له حاملاً غير أنات العتاب وحرارة الدموع التي تخنق الأهداب .[/c]
[c]تحياتي للجميع[/c]
[c]التاج في 8/9/1424هـ[/c]