عرض مشاركة واحدة
قديم 23-10-03, 03:21 pm   رقم المشاركة : 14
الرجل المفكر
عضو محترف





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الرجل المفكر غير متواجد حالياً

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يظن بعض الأشخاص ومنهم كاتب الموضوع أن الإسلام حارب الشعر ، بينما الصحيح أنه لم يحاربه وإنما حارب الفاسد من مناهج الشعراء ويتمثل هذا المعنى في الآية الكريمة التي صنفت الشعراء إلى فئتين : فئة ضالة ، وفئة مهتدية حيث يقول الله تعالى (( والشعراء يتبعهم الغاون & ألم ترا أنهم في كل واد يهيمون & وأنهم يقولون مالا يفعلون & إلا الذين امنوا واعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا ........ ))
بل أن الإسلام ذهب إلى أبعد من هذا حين أتخذ الشعر سلاحا من أسلحة الدعوة وعده نوع من أنواع الجهاد فجعل الشاعر على ثغرة من ثغور الإسلام لا يسدها إلا هو وأمثاله من الأدباء .
وقد أدرك الإسلام قيمة الكلمة الشعرية وشدة تأثيرها ، ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يشجع الشعر الجيد المنطوي على مثل عليا ، وكان يستمع إليه ويعجب بما أشتمل عليه من حكمة حتى لقد قال (( إن من البيان لسحرا ، وإن من الشعر لحكمة )) .
وبعد ذلك سار الصحابة رضوان الله عليهم منهج الرسول صلى الله عليه وسلم فلقد اقتفوا منهجه وأخذوا بسنته فما نفع من الشعر أخذوه وشجعوه ، وما كان فيه ضرر نبذوه .

وخلاصة القول أن الإسلام وقف من الشعر موقفا وسطا فلم يعارضه ولم يؤيده وإنما حارب البذئ منه فقط .

وقد يذكر بعض دارسي الأدب أن الشعر قد أصيب بالضعف وتعرض لفترة من الركود ، وفي هذا الكلام شئ من الخطأ وشئ من الصواب :

أما أنه أصيب بالضعف فكلام غير صحيح ، لأنه مبني على خلط بين الضعف من جهة وبين اللين والسهولة من جهة أخرى ، وذلك فإن الإسلام صادف في العرب قلوبا قاسية فألانها وطباعا جافة فرقها ، وشعر حسان خير شاهد على ما نقول .

وأما أنه تعرض لفترة من الركود فصحيح وذلك للأسباب التالية :
1- بهر العرب ببلاغة القران الكريم
2- سقوط منزلة الشعراء لتكسبهم بالشعر وخضوعهم في سبيل العطاء للممدوحين .
3- أن نفرا من الشعراء الذين ظلوا على الشرك أمثال عبدالله بن الزبعرى هجوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بترك رواية شعرهم .


وختـــــــــاما:
أتمنى منك با أبا الطيب أن تعلم أن الإسلام لم يحارب الشعر أبدا وإنما حارب البذئ منه كما ذكرت ، وأما عن قولك أنه فقد رونقته فأقول :
حينما أتى الإسلام حارب العصبيات ، وحرم الخمر ، وقاوم الهجاء القبلي المقذع ، والغزل الفاحش ، ولم يشجع رحلات اللهو والقنص . وكل هذه الاموار كانت وقودا جزلا لشعلة الشعر ، فلما قاومها الإسلام اقتصرت أغراض شعر المخضرمين على مناقضة شعراء المشركين وعلى مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
فعل تعد يا أبا الطيب وصف الخمر و الهجاء القبلي المقذع والغزل الفاحش ورحلات اللهو والقنص من رونقة الشعر !!!!!

عـــــجـــــــبــــــا لك يا أبا الطيب