[c]رائعة من روائع الشاعر المبدع [/c]
[c]مساعد بن ربيّع الخياري الرشيدي[/c]
[c]قصيدة بعنوان : عزة النفس[/c]
[poet font="MS Sans Serif,3,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="solid,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
ينجرح قلب لكن ترتفع هامه = والله إني لاموت ولا انحني رأسي
لو رماني زماني وسط دوامه = العواصف شديدة والجبل راسي
أنقل الحزن وأمشي منتصب قامه = قاسي الوقت لكني بعد قاسي
وأسمع الحلم يصرخ لحظة إعدامه = رابط الجأش ما هز الخبر بأسي
عزتي غالية والناس سوّامه = قلت ما أبيع حتى تقطع أنفاسي
زانت أيام عمري شانت أيامه = ما رجيت العزاء من رحمة الناسِ
من عجز لا يدوس الهم بأقدامه = لازم إنه مع الأيام ينداسي
يندمل جرح قلبٍ ماتت أحلامه = بس ما أظن يبرا جرح الإحساسِ
يوم صارت ما بين القلب والهامه = وش أبي بالحياة اليا انحنى رأسي
مسـاعـد الرشـيدي
[/poet]
[c]الإنسان هو القادر على إظهار مدى العزة التي يمتلكها أو تمتلكه ، وهو في سبيل الحفاظ على قواعدها يحتاج إلى الكثير من الحلم والمداراة ، فهو بين ذلك إلى أن تثبت له الصورة وتتضح جليةً له قبل غيره .[/c]
[c]هذه القصيدة بالرغم من سيطرة النفث النفسي إلا أن لأبياتها إيقاعاً يتناسب مع كثيرٍ من الأنفس .[/c]
[c]لا يرى للحياة وزناً في حال خسر عزة نفسه ومال برأسه وهو يقول : أنا عزيز ! وأين تلك العزة ؟ [/c]
[c]بالقدر الذي تزداد فيه جراح القلب فإن لوقعها ملاطفة إن كان في استعار نارها رفعة للرأس ، ولا يهم خوض موارد المنيّة إن كان في سبيل إثبات ديمومة تلك الرفعة . [/c]
[c]ومهما حاول الزمن ليقتلع بأعاصيره منابت الأنفة فإن جبلها قادر على مواجهة تحديات تلك العواصف بكل ثباتٍ وحكمة.[/c]
[c]رؤية الإنسان تدل على باطنه أحياناً وحتى العيون لها لغة ويستطيع من يعرف ذلك التعرّف على مواطن الحزن من خلال النظر ولا غير ، وقد يحمل الإنسان حزناً ثقيلاً ولكنه لا يلتفت إلى صيحات قسوة الزمن فهو الأكثر صلابةً وقسوةً منه .[/c]
[c]يظل الإنسان يحلم ولا يرى موجباً لاستئصال حلمه من بعد تحليق فكره ، وقد يرى ما يزيد من شدة الطرف المقابل ما لا يرغب . وبمجرد سماع صرخات ذلك الحلم يهرع إلى عزته ويتمسك بها فهو يعرف مدى قدرة عزة نفسه على احتواء ذلك الخبر الذي يهز الجأش والبأس .[/c]
[c]دائماً ما يرى بعض الناس قدرتهم على معاملة الغير من طرفٍ خفي ، وإن كان لهم مدخل على بعضهم فهو من باب عزتهم . والمزايدة في قصد شراء أسهمها لا يلوي تلك النفس العزيزة حتى وإن كلفها ذلك قطع أنفاسها .[/c]
[c]الأيام ما بين خيرها وشرها لا تجعل لذلك المتمسك بعزته مسوّغاً لطلب مواساته حتى من أرحم الناس .[/c]
[c]الإنسان في المواجهة لابد أن يرى حقيقة التقدّم والرجوع ، وفي مسألة كالهم يجبر الإنسان على المقاومة فإما أن يطأ بقوته على الهم ، وإما أن يجد من الأيام قدماً لا ترحم أبداً .[/c]
[c]الأحلام ومهما رأت على ضفاف السعادة مآتمها تستطيع العودة إلى الحياة ، وهناك من الأحلام من ليس في حكمه رجعة فموته نهاية حتميّة وبمجرد سقوط وجه العزة تتلاشى أصداء الحياة .[/c]
[c]ربما يقع ما يقع بين القلب وعزة النفس ، ولا يمكن للحياة أن تسير من دون إقصاء أحدهما ولا أظن أحداً يرى انحناء الرأس جسراً لعبور أيامها .[/c]
[c]مع الأبيات :[/c]
[c]وفّق الشاعر بالشروع في إيضاح مقصده ( البيت الأول ) كما أنه وفّق كثيراً في تثّبيت صورة بقاء رأسه عالياً ( البيت الأخير ) .[/c]
[c]انتصاب القامة هو ما يبحث الشاعر لإيصاله بأقرب صورة وأظنه قد وفّق في نقلها .[/c]
[c]صورة الحلم هي صورة لا ينقصها إلا تبحّر في رسم خطوطها فهي غاية في الجمال .[/c]
[c]اختصار الكثير من المعاني في قوله ( والناس سوّامه ) دليل على تجربة عميقة للشاعر .[/c]
[c]رجاء العزاء في غير موضع الشاعر هو ما يفقده الإنسان في حالة غيابه ، ولكن في هذه الصورة جعلنا الشاعر نستبعد وجود أي عزاء .[/c]
[c]التعبير عن عزة النفس بـ ( الهامة ) تعبير وفّق الشاعر كثيراً في الوصول إلى مبتغاه .[/c]
[c]إيجاد أقدامٍ للهم يجعل الصورة أكثر وضوحاً .[/c]
[c]ألفاظ تتناسب مع الغرض ( ينجرح - يندمل ) ( رماني - زماني ) ( الجأش - البأس ) ( زانت - شانت ) ( القلب - الهامة ) .[/c]
[c]قصيدة تعبّر عن عزة النفس بألفاظٍ مألوفة .[/c]
[c]التاج في 18/8/1424هـ[/c]