[align=center]قهقهاتٌ صفراء تتعالى ..
رائحةُ الكذبِ عابقةُ تملأَ أرجاءَ الحانوت ..
وكؤسٌ من السذاجةِ تساقُ على أنغامٍ من الحزنِ المستوردِ ..
رجالٌ ونساءٌ يتهامزون وإذا مررتُ بهم يتغامزون ..
دخلتُ واضعاً لساني في جيبِ ذكرياتي ..
وأتوكأُ طموحاً حصلتُ عليهِ ..
من أحد الساسة والمشهود لهم ببعد الأسى ..
وما أن أستقريتُ في تلكَ الزاويةِ ..
القائمةِ على أكتافِ الأخرين ..
المنفرجةِ بعدَ صبرٍ قبيح ..
الحادة في طباعها ..
كآخرِ جمعةٍ من كل شهر ..
رمقتُ بعيني اليسرى ..
وأنا أُعاينُ ساعتي بتأني ..
محاولاً إظهارَ سكينتي ..
جمعاً من النساءِ ..
يرتدينَ قبّعاتٍ من التقى المركــّز ..
وبأيديهنََ مناديلٌ فارهة ..
للاستخدام الرقمي ..
ولا يتكلمنَ إلاَ من وراءِ سراب ..
لكي لا يطمعَ الذي في رأسهِ ..
بقايا من أفكارِ الأباءِ والأجداد ..
وبما أنني من الصابئينَ عن تلكـَ الافكار ..
منذُ زمنٍ بعيد ..
آثرتُ الصمتَ حتى ..
لا يردوني إلى ملتهم فأصبحْ رقمياً ..
أومئتُ لإحداهن بحماقتي المتصحّرة ..
حيثُ كانتِ الأقربْ إلى ملتي ..
وتقف بأتجاهِ أملي ذو الاسنانِ الخُزاعية ..
وقد استدللتُ عليها من خلالِ حذائها المثقوب ..
وعندما اقتربت وألقتِ السلام ..
وهي ترقبُ بحذرٍ شديد يَمْنةً ويَسْرة ..
قلتُ لها:
ما بالُ النسوة اللاتي قطـَّعنَ قلوبهن غيرةً ؟؟
أطرقتْ رأسها على أستحياء !
ثم قالت: أتعلم أيها الغريب ..
نحنُ هنا نبيعُ الخداعَ كلَّ صباحْ ..
ليشتري أحمقُ الليل ..
ونبيعهُ كل مساء ليشتري أحمقُ النهار ..
وما بينهما طقوساً لا أنسانية بينَ البغاء والغباء ..
وأنت .. ماذا تفعل هنا ؟؟
قلتُ لها وأنا أتصببُ عرقاً ..
أنا هنا لأبحث عن رجولتي بين الزوايا ..
فلم أجد سوا أقنعة من الرماد ..
ما أن تهبَ رياحُ الأنوثة حتى تتصفـّد ..
كشياطينِ رمضان ..
أتمنى أن ادركـَ ليلةَ القدر ..
قبل أن اصبحَ من الصابئين ..[/align]
[align=center]بـ قلم / بدر الدخيل[/align]