[align=center]
رأيت حديث المخرج للسامرين ...
فأصابتني الريبة والحيرة في ذلك الأمر ..
مالذي يشغف القلوب وما هو هذا الشغف ..
فهرولت من العقل للقلب أبحث عن اجابة فقال هو ماترى لا ماتسمع ..
فمررت بأطلال زرتها على عجل في هواجس تلازمني بين حين وآخر ..
فأرحل لإبن القيم رحمه الله فيداوني في مؤلفه ذائع الصيت ..
وعرجت على حكيم من حكمائنا ..
فقلت له ماتقول في ما يروي السيد المخرج ..
فاعتدل في جلسته وقال لي :
القلب أعلم ياعذول بدائه @ وأحق منك بجفنه وبمائهِ
أأحبه وأحب فيه ملامة ؟! @ إن الملامة فيه من أعدائهِ
لاتعذل المشتاق في أشواقهِ @ حتى يكون حشاك في أحشائهِ
إن القتيل مضرّجا بدموعهِ @ مثل القتيل مضرّجاً بدمائهِ
فعرفت أن تلك الهواجس التي أصابتني هي تخريف الصغر ..
وعلمت أن هناك معذبون في الأرض ومستمتعون بعذابهم ..
هم البشر لاتعرف وجدانهم في أي واد وجد ..
وأنا عائد إلى مزلي من مكان يدعى الكسر وجدت عيال حارتنا ...
وجدتهم مجتمعين حول لمبة الشارع وكان أحدهم يدعي معرفة حتى أنهم سموه أبو العريف ..
فسألت أبو العريف عن ما يصيب هذا المخرج فقال أن مطرب حارتنا عزوزي بيه يقول :
الحب اصلن كذا .. هنا وبعد او اذاء ..هذاك وهذا وذاك ... الكل يشكي الغراام
قبل المحبه ونا ... دايم بخير وهنا ... بعد المحبه ونا ... ما اذوق طعم المناام
هني منهو مريح .. ومن الهوى مستريح .. والي بحبه جريح .. نكتب عليه السلام
كانك تفكر تحب .. كنك جمعت الحطب ... وبحر نار اللهب ... تحرق بفؤادك عذاب
الحب ماله امان .. لو شفت منه الحنان .. الحب اخر زمان .. لو طال ناس نعام
فرأيت ما كنت اسمع به ولا أكاد أصدقه ..
رأيت شيء قريب مما يدعى بخذ الحكمة من أفواه المجانين ..
ثم سرحت بعيداَ وقلت هل تستطيع بريتني زوجة سيبويه هذا الزمان أن تقول هكذا ..
يذكر أن سيبويه تزوجها في أحلامه وأقام معها ببرج بني يعرب في قلعة جانجي ..
لكم أطيب المنى [/align]