لم يكن الدور الذي أردت تمثيله على مسرح الحياة قد اخترته بمجض إرادتي ، لكنني حينما جئت إلى المسرح ، صرخت وبكيت ، لم أكن أعرف معنى السينايو أو موقعي بين الممثلين ، هل يكون دور البطولة أم الكمبارس ، أو دور من المجاميع ، لكنني رغما عني بكيت ولا أعلم لماذا ..؟!! .
وحينما اشتد عودي قررت أن أتقن دوري قدر استطاعتي وأن أتعلم أن الدور وإن لم يكن البطولة بلا منازع ، لابد وأن يكون له أهميته ، إذا لماذا أتيت ...؟ يجب أن يترك الأثر البالغ في نفوس من حولي ولابد أن تصل رسالتي الإنسانية التي شملها دوري وتبقى عالقة في ذهن من قرأ مضمون دوري ودرجة إتقاني للدور على أرض الواقع في مسرح الحياة.
وهكذا ارتقيت من أداء دور إلى دور آخر أكثر محتوى وهدف ، ثم رفضت الوقوف على مسارح المهرجانات العالمية الكبرى ، أو الفضائيات رغم العروض البراقة ، ولأنني أحببت أن أتقن دوري بصمت خلف الكواليس ..
النجاح من أجل الدور وليس من أجلي أنا ، فأنا على مسرح الحياة مجرد عابر سبيل ، يوصل رسالة ثم يمضي ، يؤدي دور قد يوصله يسمو به إلى السماء وقد يرميه في أسفل درك .
بعدما أديت دوري ومشيت صرخت القلوب ألم الفراق وتوجهت لله بصدق ، أن يرحمني برحمته ويغفر لي وبجمعنا الملتقى الأخير..
جئت فبكيت ، مشيت وسمعتهم يبكون خلفي...
..
.