[عاشق ديرتي بريده]

في حديث أبي مسعود البدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله الله عليه وسلم أنه قال :

( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت ) رواه البخاري

وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ( الإيمان بضع وسبعون شعبه والحياء شعبة من الإيمان " متفق عليه )

وقال الماوردي في كتابه أدب الدنيا والدين:

اعلم أنّ الخير والشرّ معان كامنة، تُعرف بسمات دالة، كما قالت العرب في أمثالها: "تخبر عن مجهوله مرآتُه .

فسمة الخير الدعة والحياء، وسمة الشرّ القحة والبِذاء، وكفى بالحياء خيراً أن يكون على الخير دليلاً، وكفى بالقحة والبذاء شراً أن يكونا إلى الشر سبيلاً.

وقال بعض الحكماء: من كساه الحياء ثوبه لم يرَ الناس عيبه

وقال بعض البلغاء: حياة الوجه بحيائه كما أن حياة الغَرْس بمائه.

وقد أحسن الشاعر حين قال:

إذا قلَّ ماء الوجه قلَّ حياؤه **** ولا خير في وجه إذا قلَّ ماؤه

حياءَك فاحفظه عليك وإنما **** يدل على فعل الكريـم حياؤه

وقال آخر :

إذا لم تخش عاقبة الليالـي **** ولم تستحْيِ فاصنع ما تشاء

فلا والله ما في العيش خير **** ولا الدنيا إذا ذهب الحـياء

يعيش المرء ما استحيا بخير ***** ويبقى العُود ما بقي اللـحاء

لهذا قال أحد الحكماء : من عمل في السرّ عملاً يستحيي منه في العلانية، فليس لنفسه عنده قَدْر.

ويقول أحد الشعراء :

وربَّ قبيحة ما حال بيـني **** وبين ركوبها إلا الحـياءُ

إذا رُزق الفتى وجهاً وَقاحاً **** تقلّب في الأمور كما يشاء





فإن من لا يستحي دعاه ترك الحياء إلى أن يعمل ما يشاء ويكتب ما يشاء !!



فالحياء سمة بارزة في هذا الدين العظيم والحياء لا يأتي إلا بخير كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم



فالحياء من الله تعالى هو الأمتثال بأوامره سبحانه وتعالى والكف عن نواهيه .



وكذلك الحياة من الناس يكون بكف الأذى وترك المجاهرة بالقبيح !!

اللهم اجعلنا من أهل الحياء.