[align=center]
من المعلوم أن هذه المقدمة قد راجت بين الناس فأصبحت مشهورة لعِظم مضمون فحواها وماتحتوي من فوائد جمة يعجز العالم عن حصرها . .
هي مقدمة لكتاب (العبر وديوان المبتدأ والخبر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر) للمؤلف العلامة عبدالرحمن بن خلدون رحمه الله.
قال فيه : "فإن التاريخ من الفنون التي تتداوله الأمم والأجيال ، وتُشد إليه الركائب والرحال ، وتسمو إلى معرفته السوقة والأغفال ، وتتنافس فيه الملوك والأقيال ، ويتساوى في فهمه العلماء والجهال".
قلت : وأمة ضيعت تاريخها ومجد حضارتها ، وتراب فتوحاتها لا تستحق أن تكون أمة ، إذ أنها لم تحافظ على تاريخ مجدها ، فالأمة الولود تتفاخر بها الأمم ، والأجيال تذكر لها وتضحي لاسمها عن كل حرف بدم ، فأمة بلا تاريخ كتاريخ بلا أمم.
...........................................
-2-
قال فيه : "أن الأمة إذا تغلبت وملكت ما بأيدي أهل الملك قبلها كثـُر رياشها ونعمتها فتكثر عوائدهم ، ويتجاوزون ضرورات العيش وخشونته إلى نوافله ورقته وزينته". وقال فيه " وينزعون مع ذلك إلى رقة الأحوال في المطاعم والملابس والفرش والآنية ، ويتفاخرون في ذلك ويُفاخرون فيه غيرهم من الأمم ، في أكل الطيب ولبس الأنيق وركوب الفار ِه".
قلت : وهذا حالنا اليوم قد انطبق على سالف الأزمان فيما يروي بن خلدون ، فالملوك لهم عوائدهم بحسب قِواهم ، ومُمَكن ذلك تكمن في عوائد من قبلهم في اتخاذ طريقتهم والسير على نهجها ، فليس عمر بن الخطاب رضي الله عنه كالمستعصم بالله ، أما عن ملوك عصرنا فحدث وتجاهل الحرج ! .
يتبع إن شاء الله . . .
. عبدالله السنيدي
[/align]