عرض مشاركة واحدة
قديم 05-10-07, 12:47 am   رقم المشاركة : 56
شديد الملاحظة
عضو مميز





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : شديد الملاحظة غير متواجد حالياً

الأخ الكريم : المتزن

أدعوا الله أن يلبسك ثوب الصحة والعافية وأن ينعم عليك بطمأنينة البال ..

التساؤل لايزال قائما !

يجب أن نتفق على مفهوم اللبرالية إذا أردنا لحوارنا الوضوح ! فأنت ياسيدي الكريم اخترت أن تتعامل مع مفهوم اللبرالية على أنه مفهوم تنويري وسوف أوافقك على هذا حتى يستقيم الحوار وتتضح نقاط الموضوع .. ولكن مالا أوافقك عليه استصحاب الشوائب وإدراجها ضمن هذا المفهوم بحجة أن المنتسبين إلى اللبرالية يتوكؤون على أسس غير لبرالية ومهايطيين ( حسب مفهومنا التنويري نحن ) .

يجب أن نكون واضحين فنقول إن من يخرج عن أسس التعريف وضوابطه وشروطه لايستحق الاتصاف به .



لربما يتبادر إلى ذهنك الآن إشكالية المصطلح وربما تعزو إليها السبب في هذا التشتت بالفهم ! ولكني أحب أن أأكد لك ياأخي الكريم أن إشكالية أي مصطلح تنشأ أساساً في وجود أكثر من تعريف له , يصدره عرابي ذلك التيار الذي ينتمي إليه المصطلح ,وليس من عدم التزام المنتسبين إليه بشرطية المصطلح وضوابطه فليس بالضرورة أن يكون انتسابهم إليه صحيحا . . ويبدو هذا الاختلاف بالتعريف واضحا جليا عند التعامل مع مصطلح اللبرالية الذي ينقسم عرابوه حتى في بلادنا إلى قسمين فمن قائل إنه نظام بديل يملك قواعد استراتيجية وينطلق ضمن خطة ممنهجة لتحقيق أهدافه بعيدا عن الارتباط والتأثر بأي نظام آخر , ومن قائل إنه فكر تنويري ويتخذ موقفا إيجابيا من الإنسان وشتى شؤونه ولايتعدى التجديد والتطور في أي مجال سواءا كان دينيا أو دنيويا ضمن ثوابت المجال المعنيّ بأمر المصطلح ! وهذا القول الأخير هو مااخترناه لأنفسنا حتى نتعامل مع هذا المصطلح بشكل إيجابي .


وبهذا التعريف الواضح أي أن اللبرالية الإيجابية تعني التنوير والتجديد للنماذج الدعوية في شتى مجالات الحياة - سواءً كانت دينية أو اقتصادية أو سياسية أو تربوية أو غيرها - انطلاقا من ثوابت صحيحة شرعا وعقلا نستطيع أن نصنف سين من الناس بأنه يتبنى هذا المنهج أو ذاك , فمثلا ووفق هذا التعريف الواضح نستطيع أن نقول عن الشيخ سلمان بأنه إسلامي لبرالي باعتبار مايحمله من أطروحات جديدة في مجال الدعوة تختلف عن الصورة النمطية المعتادة ولأنه أكثر تقبلا من غيره وتفاعلا مع مستجدات الواقع المعاصر ومن ذلك دعوته إلى دراما إسلامية وهو أمر مستبعد من رموز الدعوة السلفية في شكلها المعتاد . وأيضاً ومن خلال نفس التعريف نستطيع أن نستبعد أدعياء المنهج اللبرالي الإيجابي منه حتى لو حاولوا أن يلصقوا أنفسهم به بمجرد خروجهم عن ضوابط هذا التعريف .

من هنا يجب أن نفصل بين تعريف المصطلح وبين من ينتسبون إليه, فمن لاتنطبق عليه شروط التعريف لايحق له الاتصاف به وهذا مهم جدا لحل إشكالية التعامل مع المصطلح ليس فقط مصطلح اللبرالية بل جميع المصطلحات التي نتداولها نحن ضمن شؤوننا العامة .

وإذا كان قديما يقال لامشاحة في الاصطلاح إذا استقام الفهم فإن هذه العبارة يصلح استخدامها بين المتحاورين الذين يمتلكون خلفية علمية حول موضوع معين , إلا أن هذه العبارة لايصلح استخدامها بين العامة إذ أن ترك مهمة تحديد المصطلح للعامة من الناس يعتبر عامل خطورة في وعيهم الثقافي لأن العامة لاتستقيم على فهم واحد لمصطلح معين ولاتلتزم بضوابطه وشروطه , بل تجنح إلى التعميم المفرط فتدرج ضمن المصطلح ماليس فيه إما بسبب الهوى أو بسبب الجهل .

ولكي أبين لك أهمية المصلح وضبط المنتسبين إليه بشروطه سوف أضرب لك عدة أمثلة , وسوف أكتفي بالاستشهاد بمثال واحد لكل مجال أذكره !

في المجال السياسي : ( محرض على الفتنة أو إرهابي) وصف يطلق على كل من دعا بدعوة إصلاح سياسي حقيقية , و ليس بالضرورة أن يكون كذلك ! وغالبا يكون دافع هذا الوصف هو الجهل !

في المجال الاجتماعي : مولى من الموالي وهو وصف تعارف الناس على إطلاقه لكل شخص لايصنف بأنه قبيلي , و ليس بالضرورة أن يكون كذلك ! وغالبا يكون دافع هذا الوصف هو الهوى !

المجال الديني : ليبرالي ( وهو موضوعنا الأساسي ) لكل شخص يطرح شيئا جديدا في مسائل الدين مختلف عن مااعتاد عليه عامة الناس في دينهم , و ليس بالضرورة أن يكون كذلك ! وهذا قد يكون مدفوعا بالأمرين كليهما جهل وهوى !.. ولعل في هذا المثال تحديدا تكمن الإجابة على سؤالك الذي تفضلت به عن وجه الشبه بين ابراهيم البليهي ومحمد عبداللطيف آل الشيخ اللذين ترك مهمة تصنيفهما إلى العامة فقد كنت أحاكي النظرة الضبابية لعامة الناس في تصنيف المخالف لهم باللبرالية ..


تقبل تحياتي ..







التوقيع

ولمّا رأيت الجهل بالناس فاشياً.....تجاهلت حتّى قيل إني جاهل

رد مع اقتباس