السلام عليكم :
أحبتي الأعزاء ـ مشرفي وأعضاء منتدى بريدة ـ :
يسرني أن أضع بين أيديكم فاتحة مشاركاتي لديكم ، راجياً منكم الحظوة بالنقد الوافي :
يا من لقلبٍ قليلِ النوم ملتهب ** ومن لدمعٍ على الخدّين منسكب !
إن مسّني طائفٌ من ذكر أمتنا ** أهتزّ حتى كأنّ الجنّ تلعب بي !!
كأن صدري وقد جاش الهمومُ به ** قِدرٌ ـ يجيش بها زيتٌ ـ على لهب !
وإن خلوتُ إلى نفسي أحادثها *** لم ألقَ إلا حديث الدين والعرب
كأنما جال في عقلي وخامره ** دبابةٌ من رحيق التمر والعنب
وإن سجى الليلُ لا آوي إلى فرشٍ ** وثيرةٍ بل إلى شوكٍ من الكُرَب
كأن وجهي إذا همّ تجلله ** شمسٌ تجللها جيشٌ من السحب
أخفي السرائر في جنبيّ مصطبراً ** حتى يقولَ الجوى للدمعة : انسكبي
لم تغنِِ عني مداواة الأساةِ ولم ** يهتدْ إلى كُنه ما في خافقيّ أبي
يا أمةً لم تقدّرها طوائفُها **** وسبّلتها لسفاحٍ ومغتصب
وخوّلت أمرَها الكفارَ واتكأت ** على آرائكَ قد حيكت من الذهب
ليست ترى دون ضرب الهام منزلةً ** ولا ترى دون سُكنى الشمس من أرب
في كل صُقعٍ من الكون الفسيح أرى ** ما لو رآه حديدٌ قال : واعجبي !!
يا أمة العز : ما للعز مطرحاً ** ورأسه خاملٌ في موضع الذنب ؟!!
العزُّ ملككِ فامضي نحوه قدُماً ** وخلّصيه من الأوثان والصّلُب
ما لي أرى حقك المشروع منتهَباً ** وحقَّ غيرك حِرزاً غيرَ منتهَب ؟!!!
شدي الركائب واسعي خلفه أبداً ** ومن سعى خلف حقّ ـ قط ـ لم يخب
ما قام للعز لولا أنت قائمةٌ ** ولا درى الناسُ بالأخلاق والأدب
خذي بيسراك نوراً يستضاء بهِ ** وفي يمينك أطرافَ القنا السلُب
ففي ( فلسطينَ ) إرهابٌ وسلسلةٌ ** من المجازر لم تنهض على سبب !
فمن يتيمٍ أباد الكفرُ أسرته *** يهذي بقولٍ هُراءٍ وهو بعدُ صبي !
يقول والدمع يهمي من محاجره : *** ( أليس في أمة الإسلام من عربي ؟!
أين المروءة هل ماتت ضمائركم *** أم أنها حية في المال والنشب ؟! )
لم يعرف الأنس أو يحدق به فرحٌ *** ولم يذق في صباه نشوةَ اللعب
يشكو إليّ فيخفي صوتَه حزَنٌ *** ولا أرى وجهَه من كثرة النَدَب
يشكو من الفقر والإملاق مستحياً ** مني بقولٍ خفيّ الصوت مضطرب
يقول : ( أين أبيت الليل ، لا أحدٌ *** يلمّني فقد انبتت قوى نسبي ؟! )
طفلٌ ولكن له بأسٌ وزمجرةٌ ** وبين جنبيه بركانٌ من الغضب !
طفلٌ ولكنّ ذا الإجرام يرهبه *** وإن رآه تولّى غيرَ منقلب !
يرمي اليهوديّ صخراً ثم يُلحقه ** أخرى فيهرب منها ممعنَ الهرب !
ومن أسير أقضّ الأسرُ مضجعَه ** ذاوٍ من الأسر طولَ الوقت منتصب
قد مزقوه وقدوا لحمه قِدداً ** وأسكنوه بجحرٍ ضيقٍ لزب
ما كان أذنبَ ذنباً غير أنهمُ *** رأوه يندبُ ذكرى بيته الخرب !!
والليلُ صبحٌ وفي آنائه شهبٌ ** من القذائف تقفو موكبَ الشهُب !
وأنهرُ الدم تجري في أزقّتهم *** ممزوجةً بدموع الخرّد العرب !
ما إن رأيتُ ولا أبصرتُ من أحدٍ ** كـ ( مجلس الأمن ) في زورٍ وفي كذب !
يا ( مجلس الأمن ) : أين الأمن في وطني ** فإنني ما رأيتُ الأمن من حِقَب ؟!!
قالوا لنا : ( إنّ ركبَ السلم مقتربٌ ) ** كلا ، فإني أراه غيرَ مقترب
كانت ( فلسطين ) جناتٍ وأوديةً ** خضراءَ محفوفةً بالماء والعشُب
حتى أتاها ( يهودُ اللؤمِ ) فانقلبت ** إلى جحيمٍ وطالتها يدُ النوَب !
يا أمتي : إن خلف الليل نافذةً ** من الضياء تبيد الليل فارتقبي
أخوكم :
أبوس ..
أبو قصي ..