أخي العزيز : مندوب الشمال
أشكر لك رحابة صدرك وتقبلك نقدي ، وردك علي ، ومناقشتك لي من أجل النص ومن أجل الحق لا من أجل الانتصار للنفس.
ولم أشك أبداً بأن ما تكتبه هو من الخيال والدليل أني كتبت (قف قليلا لاتغب عني لاتفارقني لاتتركني وحيدا فأني لا أعرف غيرك ( بل تعرف الله الذي خلقك وخلق القمر) ولاآنس بمخلوق سواك . ( ولكنك تأنس بالخالق )
ولكن من الناحية الأدبية لا بد أن نصف كل شيء بما هو أهل له أو من صفاته ، حتى لو كان في الخيال ، فمثلا لو وقفت أمام سيارة وقلت لها أعطيني نقودا ، فهنا الصورة غير صحيحة لأن السيارة لا تعطي نقود بل تستطيع أن تنقلني من مكان إلى آخر ، ولكن لو وقفت أمام جهاز صراف وقلت أعطني نقوداً ، هنا صحيح وان كانت لا تعطي بل تخصم من الرصيد لديك، ولكنها متصفة بصفة اعطاء النقود، أيضا من الخطأ لو وقف أمام جهاز الصراف وقلت له انقلني الى جدة ، فهذا الطلب من خصائص السيارة ،
فما بالك وأنت تطلب من جماد وتصفه بصفة هي من صفات الله. وقد نهينا أن نطري رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وأن لا نصفه الا بما هو أهل له،أو أن لا نصرف أي من صفات الله لمخلوق.
كما قال أحد الشعراء :مناجيا للرسول صلى الله عليه وسلم بقوله :
يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به == سواك عند حلول الحادث العمم ِ
وهنا أخطأ لأنه لا يلاذ إلا بالله
لأن الله سبحانه وحده له هذه الصفات.
عزيزي ، قلمك جميل والأدب واسع و خيالك أوسع ، فأنطلق في خيالك ، وأبدع وأعط كل ذي حق حقه ، وأنت على ذلك أقدر
وتقبل احترامي