جاءنا الربيع زائرا.. تلاشت الغيوم من السماء وذابت الثلوج عن قمم الشمال ، سارت مياهها رقراقة منسابة في خطوط الأودية ترحب بالضيف القادم.
أزهرت الأشجار وانتشر عبق اللوز وشذى التفاح ، أما الطيور المهاجرة التي غادرت الوطن فقد عادت إليه مهللة مرحبة، تناجي بعضها مرفرفة مع النسيم ، والروابي المزيّنة بأزهار الدحنون المتراقصة على أنغام الفرح..
الطبيعة مبتهجة بكل ما فيها. وأنا مازلت هنا في سهول مدينتي الخضراء وزادي الفرح المشروخ وانتظار المجهول، ربيعي صحراء مقفرة ، أجلس وحيدة ، أراقب الطبيعة المبتهجة بكل ما فيها وحيدة ، روحي كطائر جريح أضاع سربه ، قلبه يكاد يفر منه ليلحق بالركب المهلل لكل مافي الحياة من مباهج..