عرض مشاركة واحدة
قديم 18-04-07, 06:34 am   رقم المشاركة : 2
نايف الحربي
عضو






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : نايف الحربي غير متواجد حالياً

--------------------------------------------------------------------------------

سيدتي ...

أعترف لك ياسيدتي ...

بأنك كنتِ زهرة ورديةً ناصعٌ لونها ...

وكنت أسقيها بدموع ٍ صافية ... وأمسحها بنفثات ٍ ناعمة ...

كنتُ أخشى عليها حتى من اللمس ... أكتفيت بالنظر إليها صبحاً وعشياً ... أشم أريجها الساحر ... ويأسرني جمالها الفاتن ...

لم أكن أرغب في الأقتراب منها حتى لاتخدشها يدي الخشنتين ... ولم أكن أرغب في الإبتعاد حتى لا أخسرها وهي التي باتت عظيمة في قلبي ...

لم أنم نوماً متصلاً منذ أقتنيتها ... في كل ساعة أستيقظ لأرقبها قليلاً .... لأرعاها ... لأحميها ... لأبكي بجانبها ...

أبكي .. فرحاً بهاً ..
ثم أبكي .. خوفاً من فراقها ...
ثم أبكي .. رحمة ً بها ...
ثم أبكي .. حينما تصور لي شياطين الجن موتها ، وحالتي وحيداً من بعدها ...

وتدور الأيام يا حبيبتي .. يا سيدتي .. يا أختي .. ياصديقتي .. يا أستاذتي .. ياطبيبتي .. يامرشدتي .. ياقائدتي .. ياكاتبتي .. وقارئتي .. ياواعظتي ...

ياكل من في الدنيا ..

يامن تمثلتِ لي في كل صور الحياة ، في صورة الأستاذ .. والطبيب .. والواعظ .. والصديق ..

تدور الأيام يا صديقتي .. بل ياعصفورتي ...

تدور ويدور كل شيءٍ مع الأيام ... وأنام ثم أستيقظ كعادتي ... وأنام أخرى ... ولكن هذه المرة أنام دونما استيقاظ ... ويطول نومي ...
أعترف بأنه لم يتجاوز الليلة الواحدة ... ولكنه كان نوماً طويلاً بالنسبة لحبنا ...
أستيقظ ... وليت أنني لم أستيقظ ..

كل معالم وردتي قد تغيرت ... ذبلت الوردة .. وألتفت على بعضها البعض ، لم أعرفها ... كانت جثة ً هامدة .. بل جثة خفيفة ستجف ثم ستلعب بها الرياح ...

جمعت وردتي التي تكومت على نفسها وماتت ثم جفت ... وضعتها في جيبي .. بجوار قلبي .. وتهت أسير في شوارع المدينة ...

ثم فجأة استوقفني منظر مبكي ... مررت بمحل يبيع الزهور المجففة فقط لتصبح زينة تعلق في زوايا التحف والهدايا ...

لقد كان يبيع جثث الحب .. وقصص العاشقين التي ذبلت...

عندها علمت أن وردة حبي التي ماتت لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة ...
توقفت كثيراً ...
ثم أهديتها للبائع الذي فرح كثيراً بموت حبي ...... لا لشيء إنما ليجني الأرباح من جراحنا ... هو المستفيد من قصتنا معاً .....
لكن بحق ، ماذا سيستفيد من كان يعذلنا ....هذا بحق مايبكيني !

*********

واليوم يا سيدتي ...

لا أستيقظ لأرعى وردة الحب التي جمعتنا ...

لكنني أستيقظ لأفتش في صندوق بريدي عن مجرد رسالة .. منكِ ياسيدتي ...

لا... لن أصدق النهاية ... وسأضل أنتظر... وأرقب البريد ، وساعي البريد ...







التوقيع

[align=center]naif_adb1@hotmail.com[/align]
[align=center]حبيبتي والبحر [/align]

رد مع اقتباس