%% الساعه 10:45 فليل %%
ظهر من البيت و ترك الموجودين فيه على اعصابهم عقب الاتصال اللي ياه ... الكل كان في حالة ذهول و الصدمه ابكمت افواههم عن الكلام ... الصمت الكئيب يلف المكان و كفيل انه يزيد من توترهم بدل ما يقلله ... اذا كان هالحال في بيت سعود فكيف بيكون الحال عند ليلى اللي قلبها مب متطمن على فلذة جبدها ناصر ...
سعود و هو في الطريج الى مستشفى (....) اتصل بعبدالله عشان يتلاقى وياه هناك بدون لا يقول له عن الخبر المؤسف اللي سمعه من الضابط!! كلها ثواني و ان سعود مبند عن عبدالله اللي اثار استغرابه نبرة سعود و هو يرمس ... و هو يسوق يتراواله ويه ناصر و هو مب مصدق كلمه من اللي سمعه من الظابط ... الم الفقدان اعتصر قلبه و غصبن عنه سالت دمعه من عينه ... مب قادر يصدق انه ناصر راح ف جريمة قتل بشعه هالشي صعب على عقله انه يصدقه قبل قلبه!! كل ما اقترب من المستشفى تتسارع نبضات قلبه و هو يدعي انه يكون كلام الضابط غلط و انه اللي حصوله ما يمت لهم بأي صله ...
وصل سعود المستشفى و سار صوب عبدالله اللي سبقه و كان يترياه عند مدخل المستشفى ... اعتفست ملامح عبدالله و تملكه الخوف يوم لاحظ العبوس اللي مكتسي ملامح سعود اللي ما تبشر بالخير ...
عبدالله: خير يابو نوره شو صاير؟؟
سعود: خلنا نسير صوب الضابط و هو بيخبرنا عن كل شي ...
عبدالله انصدم: لا تقول ناصر سوى حادث؟؟
سعود تنهد و تعوذ من الشيطان: ان شاء الله ما صار الا الخير ...
.
.
*~*~*~~*~*~*
%% الساعه 11:45 فليل %%
طاف يوم كامل و الين الحين هي يالسه على اعصابها و ماعندها حد يخفف عليها محنتها ... احوال اللي في البيت تغيرت للاسوء من عقب صدمتها بخبر تبليغ سعود الشرطه عن اختفاء ناصر ... عبدالله اللي كانت تتريا ييته في هاليوم بالذات انصدمت بابتعاده عنها و ملازمته لامور شغله و ناهد اللي بدت علاقتها بها تسوء من دون مبرر ... بناتها اللي معاها في نفس البيت ما عادت تحس بوجودهم و خصوصاً امل اللي ابتعدت عنها وايد في الفتره الاخيره لدرجه انها ما تتلاقى وياها الا نادراً و هي ظاهره من الحجره و ان تلاقت وياها فإن اغلب الوقت تلاحظ اثار الدموع على ويهها ... اما عفرا هي الوحيده اللي عايشه حياتها و مب حاسه بكل اللي يصير حواليها ... ما بغت ليلى تخبرها بكل اللي يصير في هالبيت من مشاكل خصوصاً عقب اعتدال حالته النفسيه بصعوبه و ما تبا هالحاله تتكرر مره ثانيه ... اذا كل اللي في البيت عايشين في كآبه يكفي انه يكون فيه شخص عايش حياته بدون هموم!!
فجأه قطع عليها الجو الهادي صوت رنة التلفون ... حست بنغزه ف قلبها من هوية المتصل و ما بغت ترد عليه الين انقطع الخط لكنه رد يرن مره ثانيه ... تعوذت من الشيطان و بإيد مرتجفه قبضت سماعة التلفون و بصعوبه قدرت تميز صوت عبدالله اللي كان متصل ...
ليلى: عبدالله شو فيك انته وين؟؟ شو السالفه؟؟
عبدالله بصوت متقطع: ليلى!! انااا ....
ليلى هني تأكدت انه اللي صار شي جايد: ناصر شو بلاه؟؟ حصلتوه؟؟
عبدالله مب هاين عليه اللي بيقوله لكن فضل انه يخبرها و قال بصوت مخنوق: ليلى!! ناصر عطاج عمره!! ناصر ماااات يا ليلى!!
صـــدمــه!! ناصر مات!! هالشي اللي مب قادره تستوعبه ... ناصر بكل سهوله مات!! كيف قدر يقولها بكل هالسهوله!! جمدت ملامح ويهها على الصدمه اللي سمعتها و مب عارفه كيف تعبر عن اللي بداخلها ... مستحيل ناصر يموت و يتركها اكيد هم غلطانين ... تحجرت الدموع في عيونها مب قادره تتخيل انها ف يوم بتصيحه و هو ميت لكن القدر يحتم عليها هالشي لانه كل آدمي مكتوب له يموت في يوم من الايام و ناصر خلاص انقضى اجله و انتهى عمره!!
*~*~*~~*~*~*
خبر وفاة ناصر بجريمة قتل مرتكبها مجهول الهويه نزلت مثل الصاعقه على افراد العايله كلها ... كل من درى بالخبر اصر على تكذيبه لانهم مب قادرين يتخيلون كيف يصير هالنوع من الجرايم في بلادهم اللي يعم فيها الامن و الاستقرار ...
مرت على ليلى ايام العزى تتبعها ايام اخرى ثجيله و كئيبه ... على الرغم من تواجد الكل حواليها الا انه مب بالسهوله اللي يتصورونها يقدرون يخففون المها لفقدانها اكبر عيالها و اول فرحتها ... قليلاً ما كانت تتكلم و ان حصل و كانت بين مجموعه من الناس كانت تكتفي بالاستماع بصمت ... كانت حاضره وياهم جسداً لكن روحاً كانت ابعد عنهم كل البعد ... في مكان ثاني ما فيه غيرها هي و خيال ناصر اللي يتراوالها طول الوقت ...
و استمرت الايام بالمرور رغم ثقلها و طاف على وفاة ناصر اكثر من اسبوع ... و من هنا تبدأ احداث تجر هذه القصه للنهايه ليواجه كل فرد فيها مصيره المحتوم كلٍ على حسب افعاله التي زرعتها يداه ...
*~*~*~~*~*~*
%% الخميس 8:30 الصبح %%
فجت عيونها و انتابها الذهول يوم طاح نظرها على شعاع الشمس اللي تسلل من خلال الستاره ... هاليوم غير عن كل الايام ... حست انه النهار يا اسرع من المعتاد عقب ليلة امس اللي صابها الارق فيها من كثرة التفكير ... اعتدلت بيلستها و افترت صوب المنبه اللي كان محطاي ف الاتجاه الثاني و زاد اندهاشها و هي تشوف الساعه اللي قاربت الثمان و نص ... على ارق ليلة امس و تعبها من التفكير ما توقعت انها تنش في هالوقت المبكر على غير العاده ...
نشت من ع الشبريه و قررت تنش تسبح عشان تطرد الكسل اللي فيها ... دش الحمام الساخن كان كفيل انه يبعث النشاط ف جسمها استعداداً لهاليوم الحافل اللي بيغير مجرى حياتها الى الابد ... و عقب ما تلبست و خلصت ظهرت من حجرتها متوجهه صوب الصاله و هناك استقبلها ابوها بابتسامه عريضه و هي تصبحله بالخير ...
جليثم سارت صوب ابوها و حبته ع راسه: صبحك الله بالخير ابويه ...
بو سيف: صبحج الله بالنور و السرور ... شحالج اليوم؟؟
جليثم: الحمدلله بخير ...
بو سيف: عساج دوم يا بنتي ...
جليثم ابتسم: وياك يا اغلى ابو في هالدنيا ...
ظبيه و هي يايه من غرفة الطعام و قالت باستغراب: جليثم!! شو موعنج من الحين امي؟؟
جليثم: بسني شبعت رقاد نشيت ...
ظبيه: سيري اتريقي جان تبين الريوق طايح ...
جليثم نش من مكانها: ان شاء الله ... عن اذنكم ...
روحت جليثم عنهم و سارت تتريق اما ظبيه ردت يلست ويا بو سيف ...
بو سيف: تأكدتوا من كل شي؟؟ مب ناقصنكم شي؟؟
ظبيه: ما بقى غير الفاكهه و الغدا ترانا مسوين طلبيه من برع ...
بو سيف: الله يوفقهم يا رب و ان شاء الله نفرح باخوها و خواتها ...
ظبيه: آميين ... الا اقول لك يا بو سيف؟؟
بو سيف: امري ...
ظبيه: شو صار عن الريم؟؟
بو سيف: تبين الصدق ماعندي خبر ... بس اللي اعرفه من بو محمد انه الريال شارنه و ما بيفرط فيها و مافيها شي لو صبرو عليهم كمن شهر ... لا تنسين انه ولد اخت ام محمد ما صارله عشرت ايام من توفى ...
ظبيه: الله يجدم اللي فيه الخير ... تستاهل الريم غلاتها ف قلبي شرات غلات بناتي عندي ...
.
.
*~*~*~~*~*~*
%% الساعه 10:00 الصبح %%
طالع ويهه في المنظره و تم يتأمل الشحوب اللي غطا على ملامحه ... وفاة ناصر كانت ثاني صدمه يتلقاها من عقب صدمة وفاة مايد اللي اثرت في حياته بدرجه كبيره لدرجه خلته مو متحمل صدمه ثانيه غيرها ... ابد ما فارقه الاحساس بإنه اللي يصيرله ما هو الا تحذير له من رب عالمين على الفعايل اللي يسويها ... صدمة وفاة ناصر كانت بمثابة الضربه القاضيه اللي قضت على كل خططه اللي تم يرتبلها من فتره طويله و لازم يبدا يكفر عن ذنوبه ...
لكن!! يظل جنون العظمه اللي ينتابه كل ما حاول يضعف الشي اللي يفتح له ابواب الشيطان و وسوساته عشان يستمر في طغيانه و للاسف الشديد كان ينصاع له في اغلب الاوقات!!
فجأه تلاشات كل صراعات النفس اللي تنتابه بمجرد ما سمع صوت الموبايل و هو يرن ... تسارعت نبضات قلبه و هو يشوف الاسم اللي طالع ع الشاشه و رد عليه ...
سالم: السلام عليكم ...
خالد بصوت مبحوح: و عليكم السلام ...
سالم: شحالك عساك بخير؟؟
خالد تنهد: الحمدلله ع كل حال ... و انته شحالك؟؟
سالم تملكته الدهشه من سؤال خالد عن احواله لكن ما بين هالشي: الحمدلله بخير و نعمه ... شو اللي مضايجنك؟؟
خالد: لا ولا شي توني ناش من الرقاد ...
سالم: انزين تلبس و تزهب الحين بمر عليك بنظهر ...
خالد باستغراب: ليش؟؟
سالم: عازمنك ع الريوق برع ... فيها شي؟؟
خالد هني حس انه السالفه فيها إنّ و قال بنبره حاده: ما فيها شي ... بس انته لوين تبا توصل؟؟
سالم ما لقى الا الاعتراف: ابا ارمسك ف سالفه ضروريه ... زين الحين؟؟
خالد و هو يجلب الفكره ف راسه الين اقتنع: خلاص على راحتك ... اترياك ...
سالم: بس لا تخبر حد اني بظهر وياك ...
خالد بخبث: تقصد امايه؟؟
سالم تجاهل سؤاله ولا جنه سمعه: نص ساعه و اكون عندك ... فمان الله ...
بند سالم عن خالد بدون لا يتريا منه الرد الشي اللي اثار شكوك خالد في نوايا سالم ... اكيد يبا يرمس ف موضوع الشركه عقب نشة بو سالم من الغيبوبه و رجوعه من المستشفى ... تنهد بضيج و هو يفكر بفعلته الشينه يوم زور اوراق الشركه و تم يتخيل كيف بتكون حالة ابوه لو عرف بكل شي و خصوصاً انه الحين في فترة نقاهه و ما يدري باللي يصير حواليه ...
طرد هالافكار من راسه و قرر يتناسهم الى اجل مسمى لانه يدري انه سالم مستحيل يسكت و اكيد بيخبر ابوه عن هالسالفه الشي اللي يستدعي منه التصرف بسرعه حيال هالامر!!
*~*~*~~*~*~*