%% الساعه 2:25 الظهر %%
من يوم خلصت هاييج السالفه اللي كان انتهاءها بدون عواقب بمثابتة هم و انزاح عن صدره ... ما كان متوقع انه يطلع من هالسالفه بسهوله مثل الشعره من العجين الشي اللي خلاه يفكر جدياً بالخطه اللي رسمها في باله و ساعدته ليلى ف رسمها!!
تساند ع الكرسي و تمدد عقب ما حس بالارهاق عقب هاليلسه الطويله ... رفع كم كندورته شوي و طالع الساعه الا قربت من الـ2:30 ... و هذا معناته انه ما تم شي على نهاية الدوام ... حس بالحماس يدب ف عروقه على الرغم من التعب اللي حاس فيه عقب ساعات الدوام الطويله ...
نش من مكانه ظهر من مكتبه و توجه صوب المصعد و هناك تلاقى ويا فؤاد اللي اول ما شافه ابتسمله ... و اول ما فتح المصعد نزلو الطابق الارضي و ظهرو من الشركه ...
فؤاد: شو مالك؟؟ شكلك مو على بعضك؟؟
منصور تنهد بعمق: خلها على الله ...
فؤاد: خير ان شاء الله ... شو اللي شاغل بالك؟؟
منصور: ولا شي ... شو رايك نسير نتمشى شوي ...
فؤاد: حرام عليك وين بدك تتمشى بهالوقت؟؟ راسي بيوجعني ما فيه روح لمكان ...
منصور: يالله عاد خل عنك السوالف و تعال ... عندي سالفه ابا ارمسك فيها ...
فؤاد: سالفة شو؟؟
منصور: انت امش وياي و بتعرف كل شي بعدين ...
فؤاد ابتسم و الفضول يلعب به: مثل ما بدك استاز ...
منصور: انزين يالله على سيارتك اشوف ... و الحقني مب تسير البيت؟؟
فؤاد ابتسم: على امرك سيدي ...
*~*~*~~*~*~*
%% الساعه 5:37 العصر %%
تم يتأمل البيت و هو يالس ف سيارته عقب ما بندها ... مب عارف كيف وصل لهالمكان مع انه في مب حاب هالفكره ... كل اللي يعرفه انه في شي داخله اجبره ايي لهالمكان ...
نزل من سيارته سكر الباب و قفلها ... تم للحظات يتأمل الشمس اللي بدت بالمغيب ... تنهد بعمق و بخطوات متردده توجه صوب باب البيت و دش ... شدته ريحة الاكل و هي تنبعث من داخل البيت و سمع اصوات خواته الصغار في الصاله اول ما تقرب من الباب الشي اللي حسسه بالحنين للبيت اللي ياما تشكى من عيشة الفقر اللي عايشينها فيه ...
عم الهدوء فجأه اول ما دش الصاله و تفاجأ بالعيون اللي تركزت عليه و علامات الدهشه مرتسمه على ويوه اصحابها ...
حميد: السلام عليكم ...
الكل: و عليكم السلام ...
حميد بقلق: امايه وين عيل؟؟
...... : حـــمـــيـــد!!
التفت حميد صوب مصدر الصوت ... حس برعشه ف جسمه و بالدم يندفع بقوه في شرايينه و هو يشوفها على هالحال ... علامات التعب كانت واضحه على ويهها كل الوضوح ... هني بس تأكد انه عايشه كانت صادقه و ما جذبت مثل ماعتقد امس ... ربع حميد صوب امه و حبها ع راسها ...
ماقدرت ام حميد تغالب دموعها اللي انهمرت من عيونها بغزاره ... حس حميد بتأنيب الضمير و هو يشوف دموع امه اللي غطت ويهها ...
حميد: اسمحيلي الغاليه على كل اللي صار ... ماعرف كيف قلبي طاوعني اسير و اخليج زعلانه عليه ...
ام حميد بحنيه: لا تقول هالرمسه ... انته ولدي و لو شو سويت ماقدر ازعل عليك ... هذا كله من خوفي عليك ...
حميد: الله يخليج لنا ان شاء الله ...
ام حميد: آمين و يخليكم لي ذخر و عون ... تعال ايلس ابويه لا اتم واقف ...
في هاللحظه دشت عايشه الصاله يايه من المطبخ و اتفاجأت بوجود حميد في البيت ... ارتسمت على ويهها ابتسامه و هي تشوف حميد يالس عدال امه و لاحظت ملامحه اللي تغيرت 180 درجه عقب ما كان يكسوها الجمود القاتل ... لاول مره تحس انه حميد عنده حنيه على امه ولو انه دوم يراويهم الجانب الصلب من شخصيته لسبب هي تجهله ...
انتبه حميد لوجود عايشه اللي كانت واقفه عند الباب اللي يفصل بين المطبخ و الصاله و تراقبهم بصمت ... ابتسملها ع الخفيف و هي بدورها ردتله الابتسامه بابتسامه احلى ... و يت يلست وياهم ...
عايشه: شحالك حميد؟؟
حميد تنهد: الحمدلله ع كل حال ... و انتي شحالج و شحال حمود؟؟
عايشه ارتسمت ع ويهها ابتسامه عريضه: منو حمود؟؟
حميد: حميد بن سالم الـ(......) منو حمود بعد؟؟
عايشه: هههههه ... اشوفك سميته بعد و اذا طلعت بنوته؟؟
حميد: لا عاد هني حدج ي اما حميد ولا لا ... ما نبا بنات دلوعات ...
ام حميد: يابويه اللي ايي من الله حياه الله ...
حميد: و النعم بالله ...
ام حميد: عقبال ماشوف عيالك و عيال علي ان شاء الله ...
علي: جني سمعت اســ ...
و عم الصمت فتره ...
ام حميد: تعال ابويه بلاك تروعت هذا الا اخوك ...
علي: شو اللي خلا الاستاذ حميد يتكرم و ايينا اليوم؟؟
عايشه بحزم عشان تسكت علي: عـــلـــي!!
حميد: على ماظن هذا بيتي مثل ما هو بيتكم ... ولا لك راي ثاني؟؟
علي من ورى خاطره: ابدن ... حياك الله ف اي وقت ...
حميد: اتحسب بعد ...
ام حميد: بسكم عاد عن الضرابه ... ماصدقنا كلنا ايتمعنا لا تجلبون السالفه صراخ و ضرابه ...
علي: بسير اتيدد ما بقى شي على اذان المغرب ...
سار علي حجرته و لحقه حميد و طنش امه اللي تمت تزقره عن يسيرله و يبدون بضرابه هم في غنى عنها ... ما طافت كمن ثانيه الا و حميد ياي من صوب الحجر ... خافت ام حميد من النظره اللي كانت ف عيون حميد ... و اللي من خلالها عرفت انهم تجادلو ...
حميد حب امه ع راسها: اسمحيلي الوالده انا بسير الحين ...
ام حميد: وين بتسير الحين؟؟ ايلس تفطر عندنا ... من بدا رمضان ولا يوم تفطرت عندنا ...
عايشه: حميد استهدى بالله و ايلس عندنا لو يوم واحد ...
حميد: اسمحولي ماقدر ... اذا يلست هني دقيقه وحده بنفجر ...
ام حميد تيمعت الدموع ف عيونها: يا ولدي استهدى بالله توك ياي و الحين بيأذن المغرب شو يوديك الحين؟؟ خلني اكحل عيني بشوفتك والله اني احاتيك من يوم ظهرت من البيت ...
حميد بحزم: انا اسف امايه ... الكلام اللي انتي تقولينه صعب عليه ... انا خلاص صرت غريب في هالبيت ... مع السلامه ...
ظهر حميد عنهم ولا سمع توسلات امه اللي الحت عليه يتم لكن هو ما بغا يتم ... اما ام حميد ماقدرت تمنع الدموع من انها تنهمر على خدها بغزاره ... يت عايشه صوبها و لوت عليها و بصعوبه قدرت تهديها ...
*~*~*~~*~*~*