(( وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )) إن الإيمان بالله عزوجل والعمل الصالح هما أصلا النجاة، وإنما جاء ذكر التواصي بالحق والتواصي بالصبر بعدهما من باب ذكر الخاص بعد العام؛ لإبراز كمال الاعتناء بهما، ولأن التواصي بهما من أفضل الأعمال الصالحة. فالله هو الحق، وهو المعبود بحق، وكل معبود دونه باطل، وهو الذي يُحِقُّ الحقَّ بكلماته، ويحكم بين خلقه بالحق، ويُوجِدُ الأشياء بالحق بحسب مقتضَى حكمتِه جلَّ شأنُه، وهو سبحانه خلق العالم العلوي والسفلي بسبب الحق، ولأجل الحق، وضمَّنه الحق، فبالحق كان، وللحق كان، وعلى الحق اشتمل، والحق هو: توحيده وعبادته وحده لا شريك له، فاللهم اجعلنا منهم يارب.