🌍 *ماذا يَحْدُث للمُؤمن في السماء حيث المَلأ الأعلى ، وفي الأرض بين الناس ، عندما يُقْبِل إقبالاً كُلِّيًّا على الله - سبحانه وبحمده - ؟ .*
---✺✺✺---
قال الإمام العلاَّمة ابن القَيِّم - رحمه الله تعالى - : ( فطوبى لِمَن أَقْبَلَ على الله بكُلِّيَّته ، وعَكَفَ عليه بإرادته ومحبته ، فإنَّ اللهَ يُقْبِلُ عليه بِتَولِّيهِ ، ومَحَبَّتِه ، وعَطْفِه ، ورَحْمَتِه ، وإنَّ اللهَ سبحانه إذا أَقْبَلَ على عَبْدٍ استَنَارَتْ جِهَاتُه ، وأشْرَقَت سَاحَاتُه ، وتَنَوَّرَت ظُلُمَاتُه ، وظَهَرَت عليه آثارُ إِقباله مِن بَهْجَةِ الجَلالِ ، وآثارِ الجَمَال ، وتوجَّه إليه أهلُ الملَأِ الأعلَى بالمحبة والموالاة ، لأنهم تَبَعٌ لِمَولاهم ، فإذا أَحَبَّ عَبْدًا أحبُّوه ، وإذا والَى وَلِيًّا وَالَوْه ) .
وفي « الصحيحين ، واللفظ للبخاري » ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، أنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : { إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ ، فَقَالَ : إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ ، قَالَ : فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ، ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ ، فَيَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ، قَالَ : ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ ؛ وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ ، فَيَقُولُ : إِنِّي أُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضْهُ ، قَالَ : فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ ، ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ : إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضُوهُ ، قَالَ : فَيُبْغِضُونَهُ ، ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الْأَرْضِ } رواه البخاري - واللفظ له - ، ومسلم .
ثم قال ابن القَيِّم عن المؤمن إذا أقبل كلِّيًّا على الله تعالى : ( ويَجْعل اللهُ قلوبَ أوليائه تَفِدُ إليه بالوُدِّ والمحبةِ ، والرحمة ، وناهيك بِمَن يَتَوَجَّهُ إليه مَالِكُ الْمُلْكِ ، ذو الجَلالِ والإكرام بمحبَّتِه ، ويُقْبِلُ عليه بأنواع كرامته ، ويَلْحَظُه الملأُ الأعلَى وأهل الأرض بالتبجيل والتكريم ، وذلك فضل الله يؤتيه مَن يشاء ، واللهُ ذو الفضل العظيم ) انتهى .
📌 المصدر : « طريق الهِجْرَتيْن ، وباب السَّعَادتين » ، لابن القَيِّم ، ص : 182-183 .
والحَمْدُ لله رَب العالَمين .