قال الحسن البصري -رحمه الله-:
وقفتُ على بزّاز (بائع الثياب) بمكة أشتري منه ثوبًا، فجعل يمدح ويحلف، فتركته، وقلتُ: ﻻ ينبغيالشراء من مثله، واشتريتُ من غيره.
ثم حججتُ بعد ذلك بسنتين، فوقفتُ عليه، فلم أسمعه يمدح وﻻ يحلف، فقلتُ له:
ألستَ الرجل الذي وقفتُ عليه منذ سنوات؟
قال: نعم.
قلتُ له: وأيّ شيءٍ أخرجك إلى ما أرى؟ ما أراك تمدح وﻻ تحلف!
قال: كانت لي امرأة؛ إن جئتها بقليل نَزَرَته (احتقرته)، وإن جئتها بكثير قلّلته، ثم أماتها الله، فتزوّجتُ امرأةً بعدها، فإذا أردتُ الغُدُوَّ إلى السوق، أخذت بمجامع ثيابي، ثم قالت:
يا فﻼن! اتَّقِ الله وﻻتطعمنا إﻻّ طيّبا، إن جئتنا بقليلٍ كثّرناه، وإن لم تأتنا بشيءٍ أعنّاك بمغزلنا.
[المجالسة وجواهر العلم ( 251/5 ) للدينوري]
بمغزلنا: تعني أنسج الصوف والقطن واصنع الثياب ونبيعها ولا نأكل حراما.
الفائدة: *صلاح المرأة وفسادها يؤثران في الزوج*