عرض مشاركة واحدة
قديم 07-11-16, 08:50 pm   رقم المشاركة : 1027
جزيرة
من أعمدة المنتدى
 
الصورة الرمزية جزيرة





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : جزيرة غير متواجد حالياً

وقفة للتدبر.. {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَاْلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ}

عن أبو الفضل العباس بن فرج الرياشي قال: سمعتُ الأصمعي يقول: أقبلتُ ذات يوم من مسجد الجامع بالبصرة. فبينا أنا في بعض سككها، إذ طلع أعرابي جلف جاف، على قعودٍ له، متقلّد سيفه، وبيده قوس، فدنا وسلَّم، وقال لي: ممَّن الرجل؟ قلت: من بني الأصمع، قال: أنت الأصمعي؟ قلت: نعم.
قال: ومن أين أقبلتَ؟ قلت: من موضع يتلى فيه كلام الرحمن. قال: وللرحمن كلامٌ يتلوه الآدميون؟! قلت: نعم.
قال: اتلُ عليَّ شيئا منه. فقلتُ له: أنزل عن قَعودك. فنزل؛ وابتدأتُ بسورة الذاريات.
فلمّا انتهيتُ إلى قوله -تعالى-: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}[الذاريات:22]، قال: يا أصمعي! هذا كلام الرحمن؟ قلت: إي والذي بعثك بالحق إنه لكلامه، أنزله على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، فقال لي: حسبك.. ثم ولَّى مدبرا نحو البادية وهو يقول: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}.
فأقبلتُ على نفسي باللوم، وقلت: لم تنتبه إلى ما انتبه له الأعرابي.
فلمّا حججتُ مع الرشيد دخلتُ مكة، فبينا أنا أطوف بالكعبة، إذ هتف بي هاتفٌ بصوتٍ دقيق. فالتفتُ فإذا أنا بالأعرابي، فسلَّم عليَّ، وأخذ بيدي، وأجلسني من وراء المقام، وقال لي: اتلُ كلام الرحمن؛ فأخذتُ في سورة الذاريات. فلمّا انتهيت إلى قوله -تعالى-: {وفي السماء رزقكم وما توعدون}، صاح الأعرابي: وجدنا ما وعدنا ربُّنا حقًا.
ثم قال: وهل غير هذا؟ قلت: نعم، يقول الله -عز وجل- : {فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَاْلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ} فصاح الأعرابي، وقال: سبحان الله، مَن الذي أغضب الجليل حتى حلف؟! ألم يصدِّقوه حتى ألجؤوه إلى اليمين؟! قالها ثلاثًا، وخرجت روحه.

الله أكبر
الله أكبر
الله أكبر
ما أعظمه من موقف
تتجلى فيه قوة الايمان واليقين والتصديق
فلننظر لحالنا ولنتأمل ما نحن فيه مع الخالق الرازق المنعم العزيز ذي القوة المتين







التوقيع

[frame="7 50"]
نظرة عامة حولك ..تحمد الله بعدها أنك من أفراد هذا الوطن ..
[/frame]

رد مع اقتباس