أم القرى ...

أٌمُّ الْقُرَى

أَرْضٌ بِهَا مَاءٌ زُلاَلٌ نَّبْعُهُ ... جَنَّاتُ نَعْمَاءٍ صَنِيعَةُ أَعْظَمِ
هُوَ زَمْزَمٌ..مَنْ لِي بِهِ يَا حَسْرَتَى؟... كَيْفَ الْوُصُولُ إِلَى مِيَاهِ الْمُنْعِمَ؟
أُمَّ الْقُرَى عَهْدٌ عَلَيَّ وِصَالُكِ ... إِنْ طَالَ عُمْرٌ مِّنْ جَوَادٍ أَكْرَمِ
رَبَّاهُ إِنِّي قَدْ أَتَيْتُكَ رَاجِيَهْ ... فَأَجِبْ دُعَائِي يَا غَفُورَ الْمَأْثَمِ
وَاقْبِضْ بِتِلْكَ اْلأَرْضِ رُوحَ حَزِينَةٍ ... تَرْجُو لِقَاءَكَ يَا عَظِيمَ اْلأَنْعُمِ
فِي سَجْدَةٍ بِدِيَاِر مَكَّةَ وَاْلوَرَى ... حُجَّاجُ بَيْتِ اللهِ لاَ مَنْ يَعْلَمِ
بِصُعُودِ رُوحٍ مِّنْ مَطَافِ قُلُوبِهِمْ ... مِنْ صَحْنِ مَكَّةَ نَحْوَ دَارِ اْلمَغْنَمِ
مَنْ لِي بِهَذَا لَيْتَ أَنِّي قَرِيبَةٌ ... مِنْ ذَلِكَ اْلبَيْتِ اْلحَرَامِ اْلأَسْلَمِ
بَلَدٌ أَمِينٌ مَوْطِنُ اْلهَادِي الَّذِي ... جَعَلَ اْلحَيَاةَ كَرَامَةً لِلْمُسْلِمِ
أُمَّ اْلقُرَى لَكِ عِنْدَنَا شَأْنٌ وَمَا ... شَأْنُ اْلقُرَى إِلاَّ بِشَأْنِكِ مُعْظَمِ
أُمَّ اْلقُرَى يَا جَنَّةَ الدُّنْيَا لَكِ ... مِنِّي سَلاَمٌ كُلَّ لَيْلٍ مُلْهِمِ


هذه قصيدتي ...

كنت حين أسجل نفسي في منتدى للمرة الأولى ..

ويكون بذلك المنتدى أعضاء يعيشون في السعودية ..

كنت أبحث عن سكان أم القرى ..

ليس لهدف محدد ..

لكن لمجرد أنهم يعيشون في مكة ..

كان سيسعدني أن أتحدث مع شخص من مكة

..

لن يفيدني كثيرا الحديث معه ..

فلن يوصلني إلى مكة على أي حال ..

لكني سأشعر بالفرح حين يكلمني شخص من المكان الذي أحلم بالموت فيه ..

ربما يشبه حالي حال مجنون ليلى
حين يمر على ديار ليلى ويقبل جدرانها ،
ليس حبا للديار ولكن حب من سكن الديار ..

فلعلي لا أحب سكان مكة فقط ..

بل أحب ترابها وجدرانها وحجارتها ..
ونخيلها وحيواناتها وحشراتها ...

..

كنت أراسل أي شخص يكتب في ملفه الشخصي أنه يعيش في مكة ..

لا أقول له شيئا

كل ما أفعله ..

أنني ألقي السلام عليه


ثم أرسل له قصيدتي ( أم القرى )

كانت تتردد في داخلي وتريد الخروج

تماما كمن يحمل هما كبيرا ، ويريد أن يحكي حزنه لصديق عزيز
ليس لكي يساعده
لكن لمجرد التنفيس عن فؤاده

لمجرد شعوره بأن سماع شخص لهمه سيريحه .. ويخفف عنه ذلك الثقل ..




~ ~ ~

كنت أفعل ذلك منذ أكثر من أربع سنوات ..

لا أكل ولا أمل ..

أراسل وأراسل ..

وكلما راسلت أحدا بحثت عن غيره ..

وكلما قرأ شخص قصيدتي ، أرسلتها لغيره ..


أجنون هذا أم ماذا ؟ !!!

فلازلت كذلك إلى أن اقترب تاريخ الثالث من مارس من عام ألفين وثلاث عشرة .

التاريخ الذي سأفصل فيه النت عن حاسوبي ..

لأعيش في الواقع وعلى أرض قريتي المنسية ...

لم يعد هناك وقت لمراسلة سكان أم القرى وإزعاجهم على الخاص


فأحببت مراسلتكم على المباشر


كي أعرض قصيدتي في قسم الشعر


وأودعكم معها ...



الوداع الأخير ....



ولا تردوا علي إن شئتم !!

فقط أدعوا لي بينكم وبين خالقكم بدعوة صادقة بظهر الغيب :

اللهم بلغها مرادها وتولها أينما كانت



أستودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .




أختكم .. الشيماء

محبة بيت الله الحرام




الجزائر .



~