![]() |
بينَ الهرطقةِ والطقطقةِ
[align=center]
كلمتانِ مُتجانستانِ منْ حيثُ إيقاعُهما الصّوتيِ، مختلفتانِ منْ حيثُ المصدرُ والدّلالةُ. تقولُ: "هذا هرطِيقٌ" على زِنةِ (برمِيل) بمعنى: منطلقٌ. وكأنّي بزنجيّ من أولئكَ الزّنوجِ الذينَ تنفّجتْ مناخرُهم -فتبارك اللهُ أحسنُ الخالقينَ- وهو يقول لمن تحتَ يدهِ في معركةٍ من معاركهمْ مع أفرادِ القبيلةِ المتاخمةِ لهم: "هرّوا ياجماعة عليهم!" أي: انطلقوا، وهو المقطع الأوّل من كلمة (هر- طق)، ثمّ يُلْحِقُ هذا السيّدُ الأسودُ –وصفًا لا انتقاصًا معاذ الرّبِ بذكرِ لونِهِ، إذ الفارقُ بينَ البياضِ والسّوادِ الدرجةُ في حُلْكةِ اللونِ وتفتُّحهِ-: "أكولُ لكم: هرّوا عليهم! تقُّوهمْ!" أي (طُقُّوهم) بمعنى: اضربوهم، وهنا الجمع بين مقطعي كلمةِ ( هر – طق). فلله ما أحلى أن يبينَ هذا الأعجميُّ في مثل هذا الموقفِ شديدِ الوطأةِ، ليسبِكَ مثل هذه السّبيكةِ، وينحتَ مثل هذا المصطلحِ، إذ المؤدّى النهائيُّ للهرطقةِ هو (انطلاقُ الضّربِ) بأنواعه الحسيّةُ والمعنويّةُ. ومن هنا قولي بعدمِ صحةِ رأيِ منْ ذهبَ إلى أنّ الهرطقةَ جمعتْ بين كلمتينِ صِنوينِ هما (هِرْ) و(قِطْ)، بقلبٍ مكانيٍ للمتأخّرةِ، حيثُ تقديمُ القافِ على الطّاءِ، إذْ يكونُ المعنى -على هذا الرأيِ- القطُّ الحيوانُ النمريُّ المعروفُ، ولا معنى منَ التكرارِ هنا سوى تأكيدِ الوصفِ بالقطيّةِ لا غيرَ, وهو كما يقولُ البلاغيون (جمع بلاغيٍ من البُلغةِ: كثرةُ المالِ على سبيل التريقةِ من فاقةِ المثقفينَ، ومن البلوغِ أي: الوصول باللغةِ إلى المخاطبِ واستلابهِ): هذا لغوٌ وحشوٌ في الكلام! وأمّا كلمةُ ( الطقطقةِ) فمأخوذةٌ من طقّ الشيءَ، أي: أحدثَ فيه حركةً واضطرابًا، يقولُ أحدُهمْ بعدَ سؤالٍ لقريبٍ أو صديقٍ عنْ حالهِ: أنا بخيرٍ، وأُطقطِقُ في هذه الحياةِ. ومقصودُ كلامهِ أنّه يسعى في طلبِ الرزّق، فهو يطقُّ أي: يطرقُ أبوابَهُ، حسّاً بهيامهِ في ملكوتِ الأرضِ، ومعنىً بدعائهِ الرّبَ. ويندرجُ قول الشّاعر تحت هذا البابِ حين أنشدَ بعد تنهيدةٍ حارّةٍ صعّدهَا إلى حيثُ لا يدري -بعد سؤالِ متطفّلٍ عن حاله ومآلهِ-: أتسألُ عنْ حاليْ؟ فإنّي أُطقْطِقُ أجولُ الفلاْ غربًا ومن ثمّ أُشرِقُ فلا تسْـألنّـي اليومَ شيئاً فإنّني إذا لمْ تبتعدْ عنّي فسوفَ أُهرطِقُ ومعنى قول الشّاعرِ في شطرهِ الأخيرِ، يؤكّدُ ما ذهبنا إليهِ سابقًا في معنى الهرطقةِ، إذِ المعنى: إنْ لم تكفَّ عن سؤالي أيّها المتطفّلُ فسوفَ أنطلقُ عليك ضربًا. هذا ماوُفّقنا إليهِ من بيانِ دلالةِ هاتينِ الكلمتينِ المتقاربتين صوتًا، المتباعدتينِ فهمًا، الموصولتين نتيجةً، إذ قد تؤدّي الطقطقةُ إلى الهرطقةِ، كفانا الله شرّ الشرِ، بتقريبِ خير الطقطقةِ، وإبعادِ شرِ الهرطقةِ، إذ ليستْ كلها شراً، فقد نحتاجُ إليها في يومٍ هو أشدُّ حلكةً في سوادهِ من سوادِ الزنجيّ الآنفِ الذكرِ، لنوسعَ منْ نختلفُ معهُ شتمًا وضربًا، بعد أنْ كانَ الأجدادُ لايكتفونَ بهذا، بل يعمدونَ إلى الإغارةِ والسّفكِ. [/align] |
***********************************
|
سيدي علندا : مثل هذه المواضيع .. في قسم المنتدى الأدبي .. # والموضوع منقول وفيه شيء من الطول .. # مليئ بالفوائد والدرر لكنه لا يهم الأغلب .. إلا من يبحث عن موضوع خاص عن هذه الكلمات . . # احببت أن اضيف توقيعي ولكني ترددت بماذا ساقول .. هل اقول شكراً لك وأنا لم أقرأه ليس لقلة أهميته ولكنه لا يهمني .. ام اقول منقول وأجرح بداية حماسك .. . . وكل ما أقوله أهلاً بك عضواً عظيماً في منتدى العظماء .. وننتظر قلمك الخاص اللذي يمثل فكرك وعقلك . |
الأخ مخرج اقتباس:
اقتباس:
أما بالنسبة لقولك أنه لايهم الأغلبية : فهذا حكم صادر منك على ثقافة من ينتسبون إلى هذا المنتدى , ولاأعلم مدى صحتها !! وهذا ليس عائقاً يمنعني من الكتابة - تدني مستوى أعضاء المنتدى كما تقول - فكما تعلم أخي الحبيب عقلاً أن مرتادي المنتديات لايقرأون كل مايطرح على جنبات ذاك المنتدى , ومنهم من يتعدى أقسام كثيرة يرى البعض بأهميتها في الحياة , ومع ذلك تجده يتوقف عند زاواية ضيقة وينهل من ذلك المشرب القليل القطر , لا لشيء إلا أنه لاتستهويه إلا تلك الزوايا الضيقة !! اقتباس:
الموضوع لايستهويك ولايهمك فلم تضيف توقيعك !! أنت لم تقرأ الموضوع ولم تعلم ماهيته فكيف تحكم عليه بالنقل !! وأتمنى وضع الروابط التي تزعم أنني نقلت منها عموماً شكراً لك ولمداخلتك , وأتمنى أن تكون أكثر تروياً في المرة القادمة وأسامحك على حكمك المتسرع . ملاحضة : صديقي لو حاولت فلن تستطيع أن ترد على الموضوع !!! لأنك لاتجيد قراءة مابين السطور علندا |
الكاتب الساخر : علندا
رمزية تعلوها حدة , وثورة على الجديد القديم , وصعود من أعلى التل !! أيها الأميث : رفقاً فالجميع يقرأون ولكن لايقرأون ! فلغتك فيها نزول للعامية بتكبر وانتقاد لطبع البشر بتحسر فالناس مفطورون |
الزنقب:
اقتباس:
أشكركَ أيّها الأخُ... وأمّا العاميّةُ فهي لغةُ من سبقنا. ونحنُ خليطٌ لغتنا بين لغةِ الأجدادِ والعمّالِ من آسيةَ والأنترنيتِ والعولمةِ والحوسبةِ، دونَ أن تكونَ لنا في كلِّ فرعٍ من تلكَ أو هذهِ ناقةً أو بغاثًا. علندا |
علندا...
لماذا ...تخبي نفسك ..بين هذة الأسماء؟؟!!! أكشف عن حالك ... لماذا تخاف ؟؟؟ارفع نفسك وفك اللطمة عن وجهك علندا والله ماعرفنا وش كاتب قصة أو خاطرة أو سالفة هرطقة وطقطقة ... مابقي اللا تنزل موضوع عن الطقاقة موضي وبناتها هذا قسم للشعر .. وليس لتحليل وفك الكلمات ومعانيها!!!! عندك شعر ..خاطرة ,,,نزلها ,,, مو تنزل كلام طول وعرض وبينة ,,,,بيتين شعر,,,, وتجي تتفلسف علينا,,,,بردودك تحياتي لك |
صديقنا علندا ننتظر ابداعك
|
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
أأرفع نفسي من نفسي ....... إني في سجنٍ موصد اقتباس:
اقتباس:
ترسمها قصة جرحٍ يتصعد .... سالفةُ رحلتها أبعد .... اقتباس:
بعثرت الماضي والماضي ..... كم كان جميلاً يتــــودد |
علندا عندما شاهدت موضوعك وقرأت منه سطرين توقفت .. لإن المغزى من كلامك لساته ما توصل لي بعدما شاهدت ردودك للأعضاء .. أجبرتني أني أقرأ ما تبقى ! بعدها هههه للآسف ما فهمت مضمون موضوعك بالشكل الصحيح والسليم أيش يحاكي بالضبط لكن تبين لي كلمتين إحنا نرددها دومآ ( هرقطه ) و ( طقطقه ) وعرفت معناها تمامآ والأهم من ذلك .. ( هر ) و ( قط ) أول مره أشوفهما مفصولتان عن بعض بصراحه أعجبني فصلك لهذه الكلمه .. لإنه ترمز لشيء معروف لنا بس لا تضحك علي ............... دمت بايووووووووووووووووو |
الساعة الآن 01:20 pm. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة