![]() |
(( مذكرات بريداوي عاصر جيلين ))
(( مذكرات بريداوي عاصر جيلين )) بالضبط .. هذا العنوان هو عنوان الأخ راشد الصليحان .. كتبه في الإجتماعي يحكي فيها مرحلة عايشها و عاشها .. الرابط وضعته في الأعلى .... في الحقيقة حينما قرأتها .. جاء في بالي أن أخنبق بالسرد .. فككل الأشياء التي أعملها من غير تخطيط .. كان هذا أحداها, لا أعرف حقيقة القوانين , بيد أنني لم أستأذنه ..فأنا شخصية غير منظمة ..و غير ملتزمة أيضًا... فإن كان الأمر فيه تعدي , فإلى المحذوفات و بئس المصير .أيضًا أعتذر أن كنت أسأت لشخصية أو أحدى الشخوص داخل الموضوع .. و لكن كل ما في الأمر أن ذلك الموضوع ببيئته و أحداثه كان هو المحرض لي .. فلم أشأ أن أكتب من غير ما أنسبه له.. أيضًا.. قد أختلق الكثير من عندي .. فلا تعولوا على مصداقيتي كثيرًا. :20[2]: . |
_1_ لم أكن حزينًا وقتها ..و في الحقيقة أستطيع القول أنني لم أكن أعير للأمر أي اهتمام . كنت أصغر من أن أستوعب ماذا يعني أن يرحلا والداي للحج ...قالت جدتي حين سألتها : أنهم سيذهبان لمكة ..!! و لكن نسيت أن تشرح لي ما هي مكة ..؟؟ كان خلفها عملاً طويلًا فأقتضبت بشرحها وذهبت .. لم أفكر كثيرًا في ما هي مكة هذه..لا أعلم لماذا الآن ..؟؟ و لكن الذي أذكره أنني لم أهتم في بادي الأمر . لازلت أذكر الآن مراسم الرحلة.. كل ما في الأمر ..... أسترخي ثم أغمض عيناي.. ثم أتجاوز ثلاث عقود .. لأراني هناك .. حقيقة ضحكت _ و إياكم أن تهزؤوا بي _ ولكني كدت لا أتعرف عليّ كما ينبغي .. كنت مجرد صبي بسيط هزيل البنية , تكسوني بشرةٍ جافةٍ ..أكاد أتحسس خشونتها الآن, و يبدوا فيها التشققات بشكل لافت , كان هذا ناتج من أثر الطقس البارد و كثرة تعرضي له...... و لازلت أذكر أستتار تلك البشرة و ذاك الجسد الهزيل بثوب صوفي ثقيل, و لم أكن أعلم لما أكمامه لا تستطيع أن تغطي كامل ساعديّ..؟؟ كانت تنتهي قبل الكفين بمساحة كبيرة بعض الشيء .. ثم ما تلبث أن تعطي الرائي لي بأن الثوب ليس لي .... _ هل تخيلتم المشهد..؟؟ _ و لكني أطمئنكم أنه ليس بالشيء المحزن .. فالكثير كان يلبس كما ألبس أنا ..!! و كان أيضًا قصيرًا إلى نصف الساق.. و لكن الأمر واجب في ذلك الوقت _ أي التقصير من ناحية الساق _ بحيث الرجال كانت تقصر الثياب من مبدأ ديني .. حتى نحن الصغار, يقوم أهالينا بتقصير ثيابنا.. نهضت من فراشي مع الفجر و كنت كأني مؤقت على النهوض .. لم تكن ترغب أمي أن أراها وهي ترحل .. كان يشق عليها هذا , و يشق علي أيضًا ... و لكني صحيت على أية حال .. حينما أحسست أن عيناي بدأت تتحرك .. نهضت سريعًا لم أتباطأ , بل كنت قلقًا على أن يكون والداي رحلا .. نهضت بحركة سريعة فتعثرت بالكثير من الحاجيات أمامي .. لم أكن أراها.. كانت الغرفة مظلمة.. و كنت استهدي على نور شحيح يتسرب من سراج معلق في الساحة الخارجية .. ضللت استهدي به حتى خرجت..و حينما لفظني هلعي إلى ساحة البيت اطمأنيت كثيرًا .. فلما يرحلا والداي بعد ..فقد رأيت حاجياتهم المتبقية قرب الباب .. لازلت أذكرها .. كانت كيس أزرق المتبقي من حاجيات أمي .. و وسادة صغيرة خيطتها أمي منذ أيام لأبي .. لكي يستند عليها أثناء طريق الرحلة الطويل .. و بعض أغراضهم الصغيرة .. أما ( الفرش ) و الشنط التي تحمل الإحرامات فهي حمّلت في الليلة السابقة .. .. |
إبداع ...اختي قصمنجية ...واصلي بارك الله فيك ..
|
_2_ حينما خرجت جذبني الضجيج في الشارع .. فأسرعت نحوه كانوا الناس يتوافدون من الصلاة مباشرة نحو السيارة التي ستقل الحجيج .. هي ليست من نوع الباصات الآن .. بل ذلك كان في مطلع التسعينات , فالأمر إذن يختلف .. فهي تعرف في ذلك الوقت بالحمالية و هي من النوع الفورد وانيت , و كانوا يضعون له دورين .. الدور الأول تحشر به النسوة ..و كذلك الرجال يحشرون في الأعلى ... لم تكن تعنيهم الرفاهية في ذلك الوقت أبدًا .. كلما يعنيهم أن تتم مهماتهم.. فكانت هذه الوسيلة أحد المتممة لمهماتهم.. فكأنما الآن أعيش المشهد .. فلازلت أذكره بكل تفاصيله .. لن تغيبه كل هذه السنين , فالرجال وهم يتجمهرون أذكرهم بوضوح الآن .. فأحدهم يقوم بشد الحبال .. و الآخر يعتلي الوانيت ليحكم الشد على الخيام .. و الجميع في هرج و مرج .. و الضوضاء عارمة .. و الدعوات مختلطة بالأوامر.. و التي يوزعوها رابطي العفش على مساعديهم .. و جموع الناس تنظر للحجيج كأنهم ملائكة , و الكثير يتبرك بتقديم يد العون . و هناك من يزاحم للفرجة و الفضول فقط.. و مما أذكره , سائق الرحلة .. فقد كان جنتل .. فهو يعامل معاملة خاصة .. بمعنى يكون دوره قيادي فقط .. يجلس داخل مقصورة السيارة .. و ليس مطلوب منه شيء سوى الراحة .. ليستعد لهذه الرحلة الطويلة .. لا أظن إن الرجل كان من حيّنا ..؟؟ فوجهه كان غير مألوفًا إلي .. فرجال الحي أكاد أحفظهم فردًا فردًا .. من خلال تجمعاتهم .. و الطرقات الضيقة التي كانت تألف قلوبهم ..... و لكن الرجل كان غريبًا علي بالفعل . يشق الضجيج صوت جهوري مكبرًا و محمِدًا ..لم أكن لأجد صعوبة في التعرف على صاحب هذا الصوت فهو ( المطوع ) ...فقد كان أمام المسجد و قد تعارف الناس على من يئمهم أن يطلقوا عليه هذا المسمى.. تقديرًا له . و ينال ليس فقط هذا اللقب ..بل يكون له حضوه كبيرة.. فهو المستشار و المؤتمن.. و الخطيب و المفتي .. كل هذا يكون ( للمطوع ) و قد كانت النساء بعضهن يجافين* أبواب البيوت و يسرقن النظر إلى الحجيج .. و الآخر منهن يخالطنهم ..و يتسترن بعباياتهن و كان من الأشياء الملفتة إن النساء ترفع العباة إلى ما فوق الركبة بكثير.. فتظهر ملابسهن , فالعباة يصبح شحيح عليهن. و كان ذاك عرف عند النساء آنذاك.. لا أعلم لماذا..؟؟ و لكنه كان من الأشياء الملفته فذكرته.. و أذكر من بين الضجيج جارتنا فقد اقتربت من أمي كثيرًا و همست لها .. :" أدعي لي بالذرية عند الكعبة " و وعدتها أمي , و انسلت هذه الجارة من بين الضجيج لتعود أدراجها .. فكأنما جاءت فقط لتوصي أمي , فهي بمثابة الصديقة لها , و لكنها الآن امرأة خمسينية و لم تنجب .. فلا أعتقد أن أمي لم تقم بواجبها بالدعاء .. فأمي امرأة أمينة جدًا , و لكنها إرادة الله .. * يجافين.. هذي الله يسلمن بلشت في كيفية أيراد كلمة مناسبة فأسقطت هذه |
اقتباس:
الفاضل الصليحان .. جل الثناء لك . ____________ في الحقيقة سأقوم بتنزيل البقية على حلقات .. و لكن أتمنى الشرشحة بداية بالأخطاء الإملائية :p و نهاية بالفنية .. و تنبيهي لم قد أتجاوزه , أو أورده بشكل سيء .. تقديري الكبير لكم . |
مرة لغتك سهلة وواضحة حتى لمنهم لايتقن لهجة بريدة
واصلي واحنا معاك _ مقطع من اغنية _ |
أهلاً ميلاف .. لقد نبهتن / نبهتيني .. لأمر مهم .. فقد غاب عني الإيحاء إلى البيئة البريداوية , فالوصف يبدو عام .. و لكني سأتلافه بإذن الله .. فالأستاذ الصليحان كان منذ أول حلقة و هو موحي إلى البيئة . |
طال البُعد..وأصيب الفؤاد باليتم.
..الله يذكرك با لخير يالقصمنجية.. ..الروعة في الإنتقاء..بارك الله في الجهد..لاعدمنا جديدك كل لحظة.. |
اقتباس:
لم أعلم ما هي الظروف الذي أتت بك , كما إني لا أعلم أي ظروفًا أفلت بك ..؟؟ و لكن ما أعلمه حقيقة , إنكِ من الأقلام التي أتكأت عليها في عالم الشبكة . الذاهبة .. هل تذكرين حينما قلت لكِ : تنبئني مفردة ( بكيفي ) بالتمرد و العناد ..:4[1]: لا أعلم لما الآن , و الآن فقط , آمنت بها أكثر من قبل ...؟!! الذاهبة لا تبعدي بكل هذه القسوة .. أرجوك . :( |
قصمنجية ؛؛
؛؛ لك مني اعذب الأمنيات ؛؛ ؛؛ على جمال إبداعك فى صياغة الحروف والجمل ؛؛ ؛؛ |
الساعة الآن 06:52 pm. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة