إقتباس » المنصفون يثمنون الدور الذي لعبه عضو الشرف الشاب عمران العمران، في مسيرة عودة النصر، ولا يقلل من قيمة دعمه المالي إلا جاحد، مهما كان تصنيفه كدعم أو سلف أخرجت النادي من عدة أزمات مالية، وصفها عمران في لقائه بإحدى الصحف الإلكترونية، بأنها نتاج سوء إدارة.
قد يتفهم المهتمون بالشأن النصراوي، الدوافع التي جرت عضو الشرف الشاب لإجراء هذا اللقاء، ويجدون له عذر اللجوء للإعلام وهو الشخصية الكتومة، ولكن هل كان توقيت اللقاء مناسبا؟ وهل قال في اللقاء كل الحقائق؟ هل مارس شمولية نقد العمل؟ أم أنه قفز على سطور مهمة بدون أن يقرأها؟
من حيث التوقيت، أعتقد أنه لم يوفق في اختيار التوقيت المناسب، بل إن اختياره أظهره وكأنه مارس الانتهازية لإسقاط الرئيس، وبحسب معرفتي الشخصية بعمران، فإني لا أظنه قريبا من الإطار الذي وضعه توقيت ظهوره الإعلامي فيه، حتى وإن انطبعت عنه صورة سوداء في ذهنية بعض جماهير الشمس.
بعيدا عن الإيحاءات السلبية لتوقيت اللقاء، فاللقاء جاء وكأنه بيان إدانة لسمو رئيس النادي، قرأه عمران بصوت جهوري، ومارس أثناء القراءة القفز على سطور مهمة من مدونة الاتهام، وحتى لا أمد مساحات الجدل الأصفر، لن أفتش عن بعض السطور التي قفز عليها عمران، بل سأطرح أسئلة قلقة تبحث عن إجابات قد تأتي بالمكاشفة المغيبة.
من الذي صنع الدائرة الضيقة حول الرئيس؟ التي مارست الطرد المركزي للكثير من القدرات الشرفية والفكرية والإدارية؟ من كان يصيغ مسودات القرارات المهمة، التي تقدم للرئيس لتبنيها والمصادقة عليها؟ ومن الذي اختار شخوص هذه الدائرة وزكاهم ودافع عن أخطائهم القاتلة، التي أجبرت الرئيس للبحث لها عن حلول انفعالية أدخلت النادي في أزمات مالية كبيرة؟
من الذي كان يختار اللاعبين الأجانب والمدربين؟ ومن كان يصيغ عقودهم، ومن كان يلغيها بناء على رؤى فنية متواضعة؟ ومن الذي يأخذ النصر من أزمة إلى أزمة، بداية من مشكلة يوسف الموينع وإلغاء عقد إيدير، وتوترات حسام غالي واللاعب الكوري وكارثة زعبيل، مرورا بمباراتي الفتح والتعاون، ثم التخلص من السيد زنغا في وقت قاتل؟
للرئيس أخطاؤه وبالذات فيما يتعلق بإدارة الأزمات، ولكن خطأه الأكبر أنه ترك مساحات ثقته بلا تفتيش، ووضع الديمقرطية التي لا تعيش إلا في المناطق المفتوحة للشمس والهواء في دائرة ضيقة، أصيبت فيها بالاختناق وقد تموت ويموت معها الحلم النصراوي، إن لم يبادر سموه لكسر الدائرة الضيقة، التي ضيقت عليه الخيارات ووضعته في مأزق الوحدة.
شخصيا أعرف مقدار الألم لدى الصديق عمران، ولكن ليته أجل بيان إدانة الرئيس، أو ليته قال كل شيء عندما تحدث، فالمواربة أظهرت بيانه بصورة انتقائية حاكمت النتائج وتجاهلت المسببات.