منتدى بريدة - ..* رابـطــة عـشــآق لـيـفـربــول ] .. زعـيـم إنـجـلـتـرا .. *

http://www.qamray.com/up/uploads/597fe6b5e3.gif

كلام في الصميم

بكل تأكيد ، لم يكن الموسم المنصرم مثالياً وسعيداً لجماهير ليفربول بعد أن خرج الفريق خالي الوفاض دون تحقيق أي لقب. وكالعـادة ، خرج الريدز مبكراً من السباق الرباعي على لقب البريميرليغ وتركوا المجال أمام مانشستر يونايتد ، تشيلسي وأرسنال للصراع حتى الجولة الأخيرة وخاصة الفريقين الأولين ، وكذلك ودعوا بطولتهم المفضلة دوري الأبطال إثر إقصائهم بواسطة تشيلسي في نصف النهائي ، ولم ينجحوا في الوصول إلى الأدوار المتقدمة لكأس الإتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة المحترفة. ولم تقتصر مشاكل ليفربول على النواحي الفنية فحسب بل امتدت لتشمل الجوانب الإدارية بخصوص بيع النادي إلى شركة دبي القابضة أم لا والخلافات بين مالكي النادي الأمريكيين هيكس وجيليت اللذين وللأسف أثـّرا على استقرار الفريق والحفاظ على الأجواء الإيجابية في غرفة تبديل الملابس بتصريحهما الغريب حول عدم رضاهما عن مردود رافائيل بينيتز والبحث عن مدرب جديد ، ولقد اجتمعا بالفعل مع الألماني كلينزمان بعد فترة بسيطة من بداية الموسم ولكنهما لم يتوصلا إلى اتفاق معه فاستمر المدرب الإسباني على رأس الإدارة التقنية في الأنفيلد.

في الواقع ، لا أرى أي سببٍ مقنع حتى لمحاولة البحث عن بديل لرافا لأن المدير الفني الإسباني حقق نجاحات كبيرة مع الريدز خصوصاً على المشهد الأوروبي ، فمع كونه أول إسباني يدرب أحد الفرق الكبرى في إنجلترا إلا أنه قاد الفريق إلى لقب دوري الأبطال في سنته الأولى كمدرب لليفر بعد غياب دام 21 سنة عن هذا الإنجاز للفريق الإنجليزي العريق. بالإضافة إلى ذلك أحرز بينيتز كأس إنجلترا وكأس السوبر الأوروبي وخسر نهائي كأس العالم للأندية 2005 ولم يغب فريقه عن دور الأربعة من عصبة الأبطال غير مرة وحيدة في المواسم الأربعة الأخيرة. علاوةً على كل هذا ، يمتلك بينيتز مؤهلات عالية جداً كمدير فني متمكن لديه كافة أدوات النجاح وبارع من الناحية التكتيكية والخططية ويحظى بحب واحترام جميع لاعبيه وجماهير النادي التي نظمت مظاهرات ومسيرات في شوارع المدينة معارضة لفكرة الإدارة في استبداله بمدرب آخر.

لم تتوفر لرافا ميزانية ضخمة للتعاقدات كما كان الحال مع جوزيه مورينهو وأليكس فيرغسون وحتى آرسين فينغر ولكنه استطاع بالمبالغ المتوسطة التي كانت تحت تصرفه من جلب اللاعبين الذين يحتاجهم ويعتقد بأنهم سيفيدون الفريق وبالفعل كانت صفقاته فعالة ومؤثرة خاصة المهاجم الفذّ فرناندو توريس الذي سأتحدث عنه لاحقاً ، كما أن رايان بابل وديريك كويت ومارتن سكيرتل وماسكيرانو وآغير وغيرهم وضعوا بصمتهم وأضافوا الكثير للفرقة وهذه نقطة تُحسب لبينيتز الذي عرف كيف يصرف ما بحوزته من أموال بشكل دقيق ومقنن.

النقطة السلبية الوحيدة في مسيرة رافا مع ليفربول هي فشله ( حتى الآن ) من مقارعة باقي الكبار في التنافس المحموم على البريميرليغ بما أن الريدز كانوا يخرجون من السباق مبكراً في أغلب المواسم. البعض قال بأن بينيتز ليس (مدرب دوري) أي بأنه لا يجيد قيادة فريق بنفس الوتيرة الناجعة لثمانية وثلاثين أسبوعاً عكس بطولات الكأس والتي تلعب بنظام الذهاب والإياب أو بخروج المغلوب من مباراة واحدة وهذا ما يتراءى لنا جميعاً من خلال قيادته لليفربول ولكن الحقيقة عكس ذلك فهذا الرجل تمكن من الفوز مرتين بالليغا مع فالنسيا وفي فترة الجالاكتيكوس للريال وبدايات رونالدينيو ورايكارد مع برشلونة وهذا بحدّ ذاته إنجاز عظيم للخفافيش ويدلّ على أن بينيتز قادر على المنافسة في بطولات الدوري. من وجهة نظري ، تركيز رافا على دوري الأبطال بشكل أكبر من الدوري المحلي أحد أهم أسباب الإخفاق الداخلي لليفر ، كما أن قصر دكة البدلاء في الأنفيلد وفقرها من الوفرة العددية المقترنة بالكفاءة عامل قوي في تذبذب المستوى ، فكلما أراد المدرب إراحة بعض اللاعبين في البريمرليغ من أجل مباريات التشامبيونزليغ تفاجأ بتواضع آداء إحتياطييه وبالتالي فقدانه لبعض النقاط الحساسة والمهمة وهذا لا يحدث مع مانشستر يونايتد على سبيل المثال ، فعندما يريد السير أليكس إجراء أي تغييرات وإراحة بعض النجوم فإنه لا يكون قلقاً بشكل كبير على آداء الفريق ومقدرته على حصد النقاط نظراً لإمكانيات الإحتياطيين الجيدة جداً ومستواهم القريب من النجوم الأساسيين.

إذا أردت الفوز بدوري تنافسي وصعب وشاق مثل الدوري الإنجليزي الممتاز فأنت بحاجة لدكة بدلاء طويلة ممتلئة باللاعبين الجيدين ويمكنك الإستعانة بها واللجوء إليها بأريحية ودون قلق وقت الحاجة وهذا هو الفارق الجوهري بين المان والأرسنال مثلاً.

إدارة ليفربول وجماهيره وحتى لاعبوه يرغبون بشدة في تحقيق البريميرليغ للمرة الأولى بعد تغيير نظام الدوري في إنجلترا مطلع التسعينيات وللمرة الأولى بعد 18 عاماً من آخر لقب دوري وأظن أن بينيتز يضع هذا الأمر في حسبانه بلا شك لأنه في حال لم يتمكن من ذلك سيصبح منصبه في الأنفيلد مهدداًَ خلال السنتين المقبلتين. وللوصول إلى ذلك المبتغى ، يحتاج رافا إلى تدعيم فرقته بلاعبين أكثر والبحث عن ظهيري جنب على مستوى عالٍ من الكفاءة والقدرة لأن أربيلوا وأوريليو أثبتا بأنهما أقل من مستوى ليفربول بينما تراجع مستوى ريزه بشكل مخيف. ويجب أيضاً على المدير الفني الإبقاء على النجوم أمثال توريس وتشابي ألونسو الذي يُقال بأنه قد ينتقل إلى يوفنتوس ، كما أن استقطاب مهاجم كبير ( رأس حربة تقليدي ) سيكون مفيداً للغاية. ما عدا ذلك ، لا ينقص الريدز سوى الإستمرارية لإحراز اللقب الغالي وهو أمر يتطب تركيزاً عالياً في جميع مباريات المسابقة بالإضافة إلى دوري الأبطال كما فعل مانشستر يونايتد في الموسم المنصرم.

--------------------------