سلام عليكم
إشتهرحسب قوله تعالى: (فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) أنه دليل على تخصص رجال الدين بمختلف مسمياتهم ومذاهبهم وهي مجتزئة من سياقها وقد جاءت في سورتيّ النحل والأنبياء ففي سورة النحل قال تعالى: (وما أرسلنا من قبلك إلّا رجالًا نوحي إليهم فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون - بالبينات والزبر وأنزلنا إليك الذِّكرَ لِتُبيّنَ للناس مانُزّلَ إليهم ولعلّهم يتفكرون) وفي سورة الأنبياء قوله تعالى: (وما أرسلنا قبلك إلّا رجالًا نوحي إليهم فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون - وماجعلناهم جسدًا لايأكلون الطّعام وماكانوا خالدين) صدق الله العظيم كلها تتحدث عن الرّسُل أوصافهم ودلالات صدقهم وتتابعهم وإرتباطهم ببعضهم بدعوة واحدة وأنّهم من عموم البشر يأكلون الطعام ويهرمون ويموتون وقد جاء في سورة يوسف قوله تعالى: (وما أرسلنا من قبلك إلّا رجالًا نوحِي إليهم من أهل القرى أفلم يسيروا في الأرضِ فينظروا كيف كان عاقبةُ الّذين من قبلهم ولَدَارُ الآخرةِ خيرٌ للذين اتقوا أفلا تعقلون) صدق الله العظيم ، ثم نأتي إلى بعض ما ورد عن الذِكر بالقرءان الكريم لمن أراد التفكّر قال تعالى في سورة آل عمران: (ذلك نتلوه عليك من الآيات والذّكر الحكيم) وفي سورة الحجر: (وقالوا ياأيهاالذي نُزّل عليه الذِكرُ إنّك لمجنون) وفي سورة الحجر ايضا: (إنّا نحن نزّلنا الذِّكرَ وإنّا له لحافظون) وفي سورة الأنبياء: (مايأتيهم من ذِكرٍ من ربّهِم إلّا استمعوه وهم يلعبون - لاهيةً قلوبُهم وأسرّوا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلّا بشرٌ مثلكم أفتأتون السِّحرَ وأنتم تُبصِرون) وفيها أيضاً: (أم اتّخذوا من دونه آلهةً قُل هاتوا بُرهانكم هذا ذِكرُ من معي وذِكرُ من قبلي بل أكثرهم لايعلمون الحق فهم معرضون) وكذلك جاء فيها قوله تعالى: (ولقد كتبنا في الزبورِ من بعد الذِكرِ أنّ الأرضَ يَرِثُها عباديَ الصالحون) وفي سورة الفرقان: (قالوا سبحانك ماكان ينبغي لنا أن نتخد من دونك أولياء ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذِّكرَ وكانوا قومًا بورا) وفي سورة الفرقان ايضا: (لقد أضلَّني عن الذِّكرِ بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا) وفي سورة الشعراء: (وما يأتيهم من ذِكرٍمن الرحمن مُحدَثٍ إلّاكانوا عنهُ مُعرضِين) وفي سورة يس: (إنّما تُنذِرُ من اتّبع الذِّكرَ وخشيَ الرّحمنَ بالغيب) وفي سورة الأعراف: (أوعجبتم أن جاءكم ذِكرٌ من ربّكم على رجُلٍ منكم ولتتقوا ولعلّكم تُرحمون) وفيها ايضا: (أوعجبتم أن جاءكم ذِكرٌ من ربّكم على رجُلٍ منكم ليُنّذركم واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قومِ نوح وزادكم بالخلقِ بَسطَةً فاذكروا آلاء الله لعلّكم تُفلحون) وفي سورة ص: (ص والقرءان ذِي الذِّكرِ) وفيها أيضا: (أءُنزِلَ عليه الذِّكرُ من بينِنا بل هم في شَكٍّ من ذِكرِي بل لمّا يذوقوا عذاب) وفيها ايضا: (هذا ذِكرٌ وإن للمتقين لحسن مآب) وفي الزخرف قوله تعالى: (أفنضرِبُ عنكم الذِّكرَ صفحًا أن كنتم قومًا مُسرفين) وفي الزخرف ايضا: (وإنّهُ لذكرٌ لك ولِقومِك وسوف تُسئَلونَ) وفي سورة فصلت: (إن الذين كفروا بالذكرِ لّمّا جاءهم وإنّهُ لكتابٌ عزيز) وفي سورة القمر: (ولقد يسّرنا القُرءانَ للذكرِ فهل من مُدّكر) وفيها ايضا: (أءُلقيَ الذِّكرُ عليه من بينِنا بل هو كذّابٌ أشر) وفي سورة القلم قوله تعالى: (وإن يكادُ الذين كفروا ليُزلقونك بأبصارهم لمّا سمعوا الذِّكرَ ويقولون إنّهُ لمجنون - وماهو إلّا ذكرٌ للعالمين) وفي سورة التكوير: (إن هو إلّا ذِكرٌ للعالمين) صدق الله العظيم ، هذه الآيات وغيرها مما جاء بالقرءان الكريم تدل أن الذكر هو مايكون بالدين الحنيف المتصل بالله مباشرة دونما وسيط أيّما كان إسمه أورسمه الدين النقي الواضح والسمح والمنزّه عن الشرك بكل اصنافة دقيقه وجليله والبعيد عن الإستغلال أوالتشدد والغلو أوالتكليف والمشقة أوالقنوط والتفريط أوالتماهي والتمييع لذلك لايهمّ من ترك الذكر برغبته وتمسّك بما عنده إنّما المهم هوعموم الناس ممن يعيشون بنفسيات متعكرة وحياة شاقة وظروف صعبة وأمراض مزمنة وضياع لأيامهم بلامنفعة وأن يعلموا أن الله قد جعل لهم دين إرتضاه لهم فيه دواء لكل عِلّة دين سهل وواضح مبني على التوحيد الخالص والصدق والتسامح والبر والإحسان وأن يُحِب بعضهم لبعضهم مايُحبونه لأنّفُسِهم وكل وحسب سعيه وجهادة لنفسه وقمعه لشهواته وأن يعلموا أن لاأحد ينفعهم سوى أعمالهم الصالحة والّتي أخبرهم بها في كتابه دون الحاجة لواسطة ولالكثرة الأسئلة كما أخبرهم بكل مايحتاجونه ومايلزمهم ويغنيهم عن غيره وأنّهُ معهم يراهم ويسمعهم ويعلم سرّهم ونجواهم وماتخفيه صدورهم ويعطيهم على قدر تصديقهم به وحبهم له وخشيتهم منه وهو الذي يجازيهم وإذا احتاجوا يعطيهم وإذا مرضوا يشفيهم وعند موتهم يرحمهم وهو وكيلهم بالدنيا والآخرة وإن الشرك أمره عظيم ومن يشركون بهم سوف يتبرأون منهم وأنه حتى الانبياء والمرسلين ليس لهم أي سلطة ولايجوز إتخاذهم أندادا لله وإنما دورهم البلاغ المبين ولايملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً وكلّهم تحت رحمته سبحانه وتعالى وجميعهم يأتون لهداية الناس الى الصرط المستقيم ورسالتهم واحده وأوضاعهم واحدة ولايجوز التفضيل أو التفريق بينهم أوإخراجهم من كونهم عبيد لله الى أندادا له أو اندادا لبعضهم وهم براء مما يُفترى وينسب إليهم من أعداءهم أوممن يزعمون أنهم من أتباعهم فمن يتّبعهم بحق يخلص العبادة لله والإستعانه به وحده لاشريك له ويحث الناس على التوجه اليه ويؤمن أنّهم بشر يجري عليهم مايجري على غيرهم من صروف الحياة كالجوع والفقر والمرض والموت ويعلم أن عموم الأنبياء لم ولن يخلد منهم أحد ولايعلمون الغيب ومن مات منهم لايعلم ما سوف يحدث بعده وأنّهم يستمدون عونهم وقوّتهم من خالقهم ولايستطيعون هداية من يحبون إنّما يسعون بكل جهدهم وطاقتهم لإخراج الناس من عبادة الناس الى عبادة رب الناس وأجرهم على الله وكل مؤمن يسعى لمايسعون اليه فهو معهم وهم مع بعضهم بعد موتهم ولو إختلفت أزمانهم وأقوامهم أو أماكن تواجدهم.
والسلام خير ختام..