عرض مشاركة واحدة
قديم 30-03-06, 05:47 pm   رقم المشاركة : 18
كرمع
كاتـب قدير
 
الصورة الرمزية كرمع





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : كرمع غير متواجد حالياً

[align=center](6)


اتصل بي قائلا : دعوت زملاء لي من المحافظة الأخرى إلى العشاء .. يصلحون لك ياشيخ .. وابيك تجي معنا

- ماشاء الله .. عساك على القوة .. أبشر

- وش رايك ؟ .. أغدينا نطلع فوق نفود بيننا وبينهم .. وش رايك ؟

- كما تحب .. جميل

- تذكر يوم نطبخ فوق النفود .. نبي مثله .. وش رايك ؟

حتى الآن لم أفهم ماذا يريد بالضبط !! قلت له :

- توكل على الله ..

- عندك الكاتم اللي طبخنا به ذاك اليوم .. أغديك تجيبه معك ..

- سم .. ابشر .. موجود وقريب.. أجيبه معي

- الدافور ؟ .. أنا عندي دافور خربان أخاف يعلّنا .. وش رايك ؟

إلى هذا المنعطف كنت أفهم أنه يدعوني إلى وجبة عشاء .. ولكن بعد طرحه هذه الأسئلة والمشاورات نقلني بكل

سلاسة إلى أن أخطط معه وفي الأخير صار كل شيء علي أنا !!

اتفقنا على أن آتي بالعزبة كاملة لأنه لايمتلك عزبة مناسبة !! ويأتي هو باللحم فقط !!

عندما وصلنا إلى المكان لم تكن معالم الطباخ قد تحددت !! .. ولكن صاحب العدة أعرف بأجزائها .. وصاحبي بالطبع

سيكون منشغلا بالضيوف الأعزاء .. وسبق لي أن طبخت فوق النفود وبالتالي فإن عندي سابقة واحدة في التجربة

ظل صاحبي يدندن حولها حتى قال وهو يجمع ضحكته في شفتيه ويغمز بكلتا عينيه ويهز رأسه ويقول : أغديك بس

تضبطه مثل ذاك اليوم ..

حضر ضيوفه الأعزاء .. وأخذوا مجالسهم .. وكان وهج صاحبي _ وهو الناجح اجتماعيا !! _ كافيا على أن لايلتفتوا إلى

ذلك القابع بكل هدوء حول موقد العشاء والقهوة !!

سمعته يقول لهم وهو يمط شفته السفلى ويهز يديه وقد أفردهماإلى الأرض قائلا : أبد .. هذي عادتنا .. يجيب الواحد

عزبته .. ونطبخ وننفخ .. وحنا مستانسين !!

انتهت الاستضافة .. ودعوا له بالبركة وكان يرد عليهم كما لو كان أحضر كل ذلك وحده ..وقام به وحده !!وأما أنا فقد كنت طباخا باليومية لاأكثر !!

وبينما كانوا يتشاورون وهم يغسلون أيديهم للوداع ..

اقترب مني وقال وهو ينظر للأغراض المتناثرة على الأرض : وشرايك ؟ نغسلهن .. شكلنا صيفنا ..

_ لا .. يغسلونهن الأهل بالبيت .. خل نحمّلهن بس ..

وذهب ليودعهم عند سيارتهم بعدما أخذ معه مركاة واحدة وضعها في صندوق السيارة أمامهم !! ثم وقف حيال باب

الراكب يحادثهم ويضحك بصوت مرتفع ..

وعندما لملمت الأغراض ولم يبق إلا القليل ذهبوا وجاء بسرعة مفتعلة وهو يقول : ضفيتهن ؟ الله يهديك ؟ كان احتريتن !!

_ أبد .. عادي ..

وبينما كان يضع الفرشة التي لم يبق غيرها .. ولم يحمل غيرها .. قال لي :

_ شفت .. والله ياطريقة طلعتنا انه أحسن شي .. أقل دراهم وبدون مطرسة مطاعم !!
[/align]