[أعرابي]

[align=center],



الورقة العاشرة . .



مساء الخير . . مساء نفحات الرب الجليل . .



بداية أهنيئ أخوتي بدخول شهر الرحمة .. شهر المغفرة . . شهر العتق من النار ..

وأوصيهم . . ونفسي قبلهم . . بالصوم ..

فمن اتقى الله .. وغير من سلوكياته الخاطئة .. وحاسب نفسه .. فقد صام . .

وإلا فاليفتش عن نفسه فقد ظلمها بتفويته فرصة قد لا تتكرر عليه ..



,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

,

بداية ضاحية مراري كلوم . .



,
,

يقع منتجع فير شمان وسط ريف جميل في أحد ضواحي
مراري كلوم . .
ومراري كلوم قرية صغيرة وادعة . . بحجم قرية الشيحية غرب مدينة القصيم تلفها المزارع من كل
جانب وبعض مشاريع الفواكه . .

فيها سوق شعبي لا تكاد تجد فيه الا المواد الغذائية الأساسية . . وبيع الملابس الشعبية . .

,
,

بعض أزقتها . . تشق مزارعها . .




,
,

تنتهي الأزقة على مثل هذا الكوخ . .



,
,

لا تختلف طبيعتها . . وتصاميم بيوتها ومزارعها عن سابقتها . . كوماراكوم . . إلا ماكان من
شوارعها الضيقة . . فهي كأزقة منفوحة وسط الرياض . . أكثرها لا يسع إلا لمسار واحد . . وحينما
تتقابل سيارتان فإنه لابد أن تتنازل إحداهما في الدخول على بوابة إحدى المزارع المجاورة
او في منفذ آخر لتتجاوز السيارة الأخرى ..

ولهذا كان لها طابع خاص . .في مناظر أزقتها الجميلة والتي تبدو وكأنها حفرت من أغصان الشجر . .
لكثرة الأشجار التي تلف شوارعها

كما أن مراري كلوم تتميز . . أنها على ساحل بحر العرب ويشقها أنهار صغيرة تصب كلها على البحر

حينما دخل بنا بابو أحد طرقاتها الترابية المتعرجة .. والمليئة بالحفر . . ومستنقعات المياه . . والتي تمر بين مزارع
قديمة .. قد سورت بالأخشاب والأسلاك الحديدية . .

طال بنا الطريق الترابي بتعرجاته , وضيقه , وكثرة الحفر التي تسبب لنا إزعاج بالمطبات القاسية . .

حينها . . بدأ يخالجني شك أن لا نكون وقعنا ضحية باردة بأيدي عصابة متمردة

بدأت تتزاحم في رأسي أسئلة من الوجل . . ؟

سألت بابو . .: لماذا هذا المنتجع هنا .. ؟

ولماذا اختاروا له هذه الطرق القديمة والمتهالكة . . ؟

أجاب بما معناه : ..
أن هذا الموقع . . وطريقه مقصود لذاته .. لأن كثيرا من السواح الأوربيين . . يعشقون مثل هذه الطبيعة

وقال : من الممكن لهم فتح طريق مستقيم على الطريق الرئيسي لكن أصحاب المنتجع لا يريدون ذلك . .
إطمئننت شيئا ما .. وعادت علي نفسي .. - يقول الأعرابي الأول .. ديرة مهب ديرك خف منها -


حينما أقبلنا على بوابة المنتجع .. فتحت لنا . . وكانوا ينتظروننا . .

منتجع فير شمان يختلف عن منتجع ووتر سكيبس بموقعه .. وبتصميمه فهذا على بحر . . وذاك على نهر . . وهذا غرفه متجاورة . . وذاك غرفة مبعثرة بين غابة من الأشجار . .

,
,
جانب من غرف منتج فير شمان ..


,
,

,
,

شف الفرق بين المنتجعين .. هنا جانب من غرف ووتر سكيبس . .



,
,


صممت غرف فير شمان على شكل أكواخ . . وبنيت من الطوب . . وسقفت من الداخل بخشب الصندل مطلي باللون البني المحروق
وسقفها الخارجي من القرميد صناعة محلية . . وبابها من زجاج مؤطر بالأخشاب . .
داخل الغرفة سرير مزدوج . . وحمام كبير سُقف نصفه . . وترك نصفه الآخر مفتوح للسماء . .
فالمغسلة وكرسي الجلوس ومعاليق المناشف الفخمة تحت المسقوف
أما مكان المروش فهو بالنصف المكشوف . . ووضع بأرضيته بدل السيراميك حصباء سوداء
,
,
سقف الحمام . .ويبدو النصف الغير مسقوف ..


,
,


وعند مدخل الغرفة جلسة للسترخاء . . مطلة على الحديقة . . بكراسي وطاولة صنعت من أعواد الخيزران
,
,
منظر الغرفة من الخارج ..


,

,

,
استقبلونا خمسة من العاملين فيه بابتساماتهم الآسرة. . وقلوب صافية
وعلى رأسهم مشرف المنتجع الذي يتقن اللغة العربية لأنه سبق وأن سافر يعمل في مدينة حائل في السعودية
رحب بنا حينما علم أننا من السعودية وأظهر فرحه الشديد ..

حينما سألناه . .عن اسمه . . قال : إنه يوسف . . وتبين فيما بعد أن اسمه بيانو . . وهو هندوسي . . ولم أعلم سبب تغيير اسمه . .

حديثه جميل .. ومجلسه لا يمل .. لكن عينيه تتحسسك أنك أمام داهية ومكار . .

هذه صفة لا حظتها في كل هندي سبق وأن عمل بدول الخليج
تجده بعدما يعلم أنك من هناك يحاول أن يراود بعض نقودك . . او أي شيئ يستخرجه منك بطريقة غير مباشرة ..
هؤلاء يفرحون بالعرب .. خاصة الخليجيين لكنه يحاولون استغلالهم ..
والسبب لدي مجهول .. !!

زيارات يوسف لنا في الغرفة المتكررة .. تظهر فرحه .. وهو يعرض علينا خدماته بإبتسامة لاتفارق محياه ..
يجبرك على إحترامه..

هذا الخلق بالرجل الهندي .. لكنه بالرجل الكيرلاوي أظهر .. وهنا .. تلمس إختلافاً ظاهراً..
بين أهل بومباي .. وأهل كيرلا ..

فأهل كيرلا أكثر تحضراً وتعلماً.. وأحسن معاملة وأخلاقاً ..

قبل زيارتي للهند كان يراودني هاجس الأستغلال منهم .. فكنت أخذ الحذر عند أي معاملة .. وبعد أيام عرفت كم أنني قد ظلمتهم بنظرتي المسبقة التي لاتنفك من مجتمعي ..
حقرت بلدي . . لأني وجدت معاملة إنسانية .. ولطافه تحسس أنك إنسان غير الإنسان الذي يعامل بالدول العربية ..

عند زيارة ولاية كيرلا .. قادماً من بومباي تجد الفرق الكبير بين مدن هذه وتلك ..
في ولاية كيرلا .. يختلف عليك الإنسان .. وتختلف عليك الأرض وطبيعتها ..

فهي جنة .. جميلة بجوها اللطيف .. ونسيمها العليل .......... ومناظر الشلالات الأخاذة .. وخضرت الأرض التي كستها شجر الموز.. واللوز.. وجوز الهند .. والمانجو .. والهيل .. والفلفل .. والأرز ..
وشجر الصندل وجبالها التي انتشرت فيها مزارع الشاي . . والكثير من الأشجار الجميلة ..
والمحميات والغابات .. كما يُشاهد بعض الحيوانات وهي تسير بالطرقات مثل الفيلة ..
ويأسر القلب قطيع الوعول المنتشرة بين الشجر على قمم الجبال .. في بعض المحميات
تختلف كيرلا.. بنظافتها .. وتنظيمها .. ومبانيها الجديدة بتصاميم جميلة ..
وأهل كيرلا .. تغلب عليهم سمرة البشرة بأجسام نحيلة ..


,,,,,,,,,,,,



ومع الورقة الحادية عشر ..


بمان الكريم . .






,[/align]