عرض مشاركة واحدة
قديم 18-08-08, 02:36 am   رقم المشاركة : 36
سكايب
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية سكايب






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : سكايب غير متواجد حالياً

‏فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاثليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودع‏أطفاله وأهله ، وينظر في أمرهم بعده ،ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه قتل ....




‏وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً ، وفي العصر‏نادى ‏في المدينة :


الصلاة جامعة ، فجاء الشابان ،واجتمع الناس ، وأتى أبو ‏ذر ‏وجلس أمام عمر ، قال عمر: أين الرجل ؟ قال : ما أدري يا أميرالمؤمنين!


‏وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ،وكأنها تمر سريعة على غير عادتها وسكت‏الصحابة واجمين ، عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله. ‏صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد ‏لكن هذه شريعة ، لكن هذا منهج ،لكن هذه أحكام ربانية ، لا يلعب بها ‏اللاعبون ‏ولا تدخل في
الأدراج لتُناقش صلاحيتها ، ولا تنفذ في ظروف دون ظروف ‏وعلى أناس
دون أناس ، وفي مكان دون مكان...‏وقبل الغروب بلحظات ، وإذا بالرجل يأتي ، فكبّر عمر ،وكبّرالمسلمون‏معه



‏فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك ‏وما
عرفنا مكانك !!


‏قال: يا أمير المؤمنين ، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى !! ها أنا يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي كفراخ‏ الطير لا ماء ولا شجر في البادية ،وجئتُ لأُقتل.. وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟؟


فقال أبو ذر : خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس


‏فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان؟


‏قالا وهما يبكيان : عفونا عنه


يا أمير المؤمنين لصدقه..وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس !



‏قال عمر : الله أكبر ، ودموعه



تسيل على لحيته ....




‏جزاكما الله خيراً أيها الشابان



على عفوكما ،



وجزاك الله خيراً يا أبا ‏ذرّ



‏يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته



، وجزاك الله خيراً أيها الرجل



‏لصدقك ووفائك ..



‏وجزاك الله خيراً يا أمير



المؤمنين لعدلك و رحمتك....



‏قال أحد المحدثين :



والذي نفسي بيده ، لقد دُفِنت



سعادة الإيمان ‏والإسلام



في أكفان عمر!!.

المصدر/المؤلف: جيل لن يتكرر - عائض القرني






رد مع اقتباس